ماجد سوره ميري
ضمن سلسلة الكتب الصادرة عن دار الثقافة والنشر الكوردية في منهاجها للعام الحالي 2019 صدر للناقد علوان السلمان كتاب بعنوان «حين يتكلم النص» وهو عبارة عن مجموعة مقالات نقدية تحليلية في الشعر والسرد الكوردي.
يحتوي الكتاب على 30 مقالة تتناول بالنقد والتحليل نتاجات عدد من الشعراء والكتاب الكورد، ويقع في 176 صفحة من القطع المتوسط.
وعلوان السلمان شق لنفسه طريقا في الساحة الثقافية والادبية العراقية، وقرض الشعر وتعرض لموضوع خطير في هذه الساحة وهو النقد الادبي في فنيه البارزين الشعر والسرد قصة ورواية..
ولد علوان السلمان في بغداد عام 1963 وتخرج في كلية الآداب جامعة البصرة ويحمل الدبلوم العالي في الشعر المسرحي وبدأ بالكتابة في الصحف والمجلات العراقية والعربية منذ عام 1972شاعرا وقاصا ومسرحيا وكاتب مقالة والف 38 كتابا في المجالات المشار اليها وشارك في 22 مؤلفا آخر ومازال في جعبته الكثير.
ويتناول السلمان في كتابه الجديد «حين يتكلم النص» والذي نحن بصدده بالتحليل والنقد النتاج الشعري والسردي الكوردي في عصره الحديث اي منذ بروز القصيدة الحديثة ورائدها عبدالله گوران والقصة القصيرة الى ما تجود به القريحة الشعرية وتبدعه اقلام الروائيين وكتاب القصة القصيرة في حاضرها.
وعن النقد الادبي يقول السلمان في كلمة زينت ظهر غلاف الكتاب انه «علم من العلوم الانسانية ارتبط بالفلسفة تاريخيا وعلم الجمال.. فموضوعه الادب فيما له من خصائص تتمثل في الكشف عن دوره والانسان في محيطه الاجتماعي.
ويقول السلمان في معرض التقديم للشعر بصورة عامة والشعر الكوردي بصورة خاصة انه «ابداع لسفر طويل في المجهود ورصد للمرئي من التحركات في الواقع الحياتي لخيال مترامي الاطراف وفكرة عائمة تنتهي بهرم هائل يحاور العقل ويدغدغ القلب بصوره واشكاله وابعاده واهدافه .. وهو جهد تعبيري يحتشد بالدلالات الرمزية وهذا يعني نبش الخزانة الفكرية من اجل المعرفة والكشف عن عالم الكاتب ومخبآت نفسه ووجدانه».. وعلى هذا الاساس اختار نماذج ونصوص شعرية لنيف وعشرة شعراء كورد من رواد الشعر الكوردي الحديث والمعاصر ليسلط الضوء عليها بالنقد والتحليل، من بينهم رائد الشعر الكوردي الحديث الشاعر عبدالله گوران في نصين مختلفين والشاعر شيركو بيكه س والشاعر لطيف هلمت والشاعر بلند الحيدري والشاعر ئاوات حسن امين في نصين والشاعر فوزي الاتروشي والشاعرة كزال ابراهيم خدر والشاعرة خالدة خليل في نصين والشاعر شينوار ابراهيم والشاعر طيب جبار والشاعر قدري جان والشاعر جاسم غريب هوليري والشاعر يوسف شواني.
اما في مجال السرد الكوردي وخصوصا في فن الرواية فقد كتب المؤلف يقول ان فن الرواية يمثل ارقى شكل من اشكال الوعي واحداثه كونه يبحث عن حرية.. وحريته هذه لا تستقيم الا بمعرفة قوانين الطبيعة والمجتمع فتسجل موقفا فكريا ازاء التحديات والقهر والتخلف.. لذا فهي لا تتنفس بحرية الا عندما تجد لها جذورا في المجتمع كما يقوا اس. بي. سفو..
اما القصص القصيرة فيقول عنها انها اختصار للمسافة بين السردية والتكثيفية لخلق تشكيل جمالي عبر حدثية تتخطى المعايير وتتجاوز الواقع الموضوعي، مركزة على الجوانب الانسانية والاجتماعية والفكرية.. وقد اختار الكاتب نماذج لكل من الروائي محمد سليم سواري والقاص مصطفى صالح كريم والقاص تحسين گرمياني والقاص فؤاد الشايب والقاص كفاح الامين والقاص انور محمد طاهر والقاص والشاعر حسن سليفاني في نصين والروائي طه الزرباطي في روايتين والقاص زهدي الداوودي والقاص صلاح زنگنة والقاص محمد حسين شريف.
ونزعم ان الكتاب يعد رحلة في ادب ما زال العديد من جوانبه مغيبة عند القارئ العربي وقدم نماذج قد تكون مفاتيح اساسية للولوج في عالم ظل حبيس لغته لشطر طويل من الزمن، وهو اسهامة في التعريف به ودعوة للخوض فيه.