كان – عائشة الدوري:
ربما لم يتفق النقاد والصحفيون على رأي واحد لأفلام عرضت في المسابقة الرسمية مثلما اتفقوا نوعا ما على فيلم المخرج الكوري جون هو بونغ «طفيليات» الذي رسم البسمة على وجوه الصحفيين والنقاد حال خروجهم من صالة العرض في اليوم السابع من ايام المهرجان.
جون هو بونغ الذي سبق ان تنافس على سعفة كان الذهبية بفيلم المغامرات والخيال العلمي «اوكجا» التي اسهمت شركة نيتفلكس في إنتاجه، يعود بعد سنتين ليعرض جديده امام جمهور كان…هذه المرة يقدم بونغ «ثريلر» ساخر بحبكة درامية متقنة من كل النواحي.
عائلة تعيش في الأحياء الفقيرة في قاع مجتمع كوريا الجنوبية، جميع أفرادها عاطلين عن العمل معتمدين فقط على مواهبهم في التزوير والنصب والاحتيال كمصدر عيش، حيث أقصى طموحاتهم سرقة الانترنت من جارهم في الطابق الأعلى…وفي عالم موازي آخر و على بعد اميال قليلة، تعيش عائلة ثرية صغيرة في حي معظم سكانه من الأغنياء، في بيت فخم مصمم على الطراز الهندسي الحديث، ويشكل هذا البيت جزءا كبيرا من احداث الفيلم، بل ويكاد يكون هذا البيت الشخصية الرئيسة في فيلم «طفيليات» الذي تجري فيه معظم احداث الفيلم، سواء داخل او خارج او حتى في الطابق الأرضي من البيت، بل وحتى في القبو وهو الطابق التحت الأرضي الموجود في معظم البيوت الكورية الكبيرة…هذه الطوابق وظفها المخرج كإشارة للطبقية الاجتماعية والفروقات والفجوات بين هاتين الطبقتين في المجتمع الكوري، وطرح تساؤلات كثيرة حول المفهوم الحقيقي للفقر والثراء و الخير و الشر من خلال حبكات درامية مستمرة طوال ال١٣٢ دقيقة وهو وقت الفيلم.
«طفيليات» بونغ لايخلو ايضا من المواقف الساخرة متلاعبا على بعض القضايا السياسية من خلال مشاهد كوميدية كمشهد الام وهي تحاول تقليد مذيعة اخبار لتلفزيون كوريا الشمالية تقرأ فيه نشرة اخبار عن القنبلة النووية بطريقة كوميدية.
دراما اجتماعية ساخرة وكوميديا سوداء للصراع الطبقي الأزلي وظفها المخرج بحرفية عالية مساهما ايضا في كتابة السيناريو، ومتعاونا للمرة الرابعة مع الممثل هو سونغ كانغ الى جانب مجموعة مميزة من نجوم السينما الكورية.
الفيلم ليس بعيدا عن السعفة الذهبية، او ربما جائزة اخرى في المهرجان برغم المنافسة القوية لأفلام عرضت، وما يزال بعض منها في انتظار عرضه في الأيام القليلة المقبلة قبل يوم الختام.