وهم يحتفلون بعيد الفصح يوم القيامة
السليمانية ـ عباس كاريزي:
العيش بسلام بعيدا عن العنف والاضطهاد كان اهم مطلب لسارة موسى، التي نزحت عن مسقط رأسها في سهل نينوى واستقرت مع عائلتها بمحافظة السليمانية.
سارة التي التقتها الصباح الجديد في كنيسة مار يوسف بمحافظة السليمانية، وبينما كانت تذرف الدموع لما خلفة ارهاب داعش من اثر سلبي في نفوس المسحيين، تمسكت بحقها في العودة الى مسقط راسها، والعيش مع جيرانها من شتى الطوائف الاخرى.
وتابعت، اننا كنا لا نعرف معنى الاختلاف الديني في الموصل ولم تكن هناك اية خلافات بين المذاهب والاديان في المدينة، برغم التأثير السلبي لبعض الاحزاب السياسية، الا ان دخول داعش وما تبعه من تداعيات خلف شرخا بين مكونات المدينة.
واضافت، « على حكومتي الاقليم والحكومة الاتحادية القيام بجهد كبير لازالة الاثار السلبية لاحتلال داعش للمدينة واستخدامه الدين الاسلامي حجة لقتل الابرياء وتشريدهم».
كما قال سعيد صليوة وهو ايضا من النازحين عن محافظة الموصل، للصباح الجديد وبينما بارك عيد القيامة لاخوانه المسيحين، ان هناك مؤامرة لافراغ العراق من ابنائه المسيحيين الذي قال انهم مستهدفون منذ عشرات السنين.
وتابع صليوة، ان المسيحيين يعود تاريخهم في العراق الى الاف السنين، وهم متمسكون بمكانتهم ودورهم التاريخي في المجتمع العراقي، الا ان ما جرى من انتهاك على يدي داعش اخل بالتوازن بين مكونات المجتمع العراقي وعلى الحكومة ان تتدارك ذلك.
واضاف ان المسيحيين لا يريدون الهجرة وترك البلاد ومسقط رأسهم، الا ان ما يجري من تجاهل لحقوقهم يدفع بهم الى التفكير بترك البلاد، وهو اخر اجراء يفكرون به.
واضاف اننا لا نجد اجراءات حقيقة لتعويض المتضررين من الارهاب وتطبيع الاوضاع في المناطق التي شهدت قتالا وما زالت اغلب، مناطق تواجد المسيحيين في الموصل غير معمرة ولا يمكن العيش فيها جراء افتقارها الى الخدمات والاستقرار السياسي والاجتماعي.
واقام المسيحيون في العالم والعراق وإقليم كردستان امس الاحد طقوساً ومراسيم احتفالية دينية بمناسبة يوم قيامة السيد المسيح، حيث أقام كثيرون قداسا في بلدة برطلة شرق الموصل إيذانا بالعيد، بينما قررت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في اقليم كردستان تعطيل الدوام الرسمي لمدة ثلاثة ايام، بمناسبة عيد القيامة.
وأفاد بيان للوزارة بأن «هذا القرار يأتي باحتساب عطلة رسمية للمسيحيين في الاقليم بمناسبة عيد القيامة (عيد الفصح)، وذلك بحسب قانون العطل الرسمية في الاقليم».
واضاف ان «العطلة تشمل المسيحيين فقط في اقليم كردستان بينما سيكون الدوام رسميا لبقية الموظفين».
وكان تعداد المسيحيين في العراق يصل إلى 1.5 مليون نسمة ويعتقد أنه وصل ألان إلى اقل من النصف برغم دعوات متكررة لعدم الهجرة، بعد موجات من العنف طالتهم عقب سقوط النظام البائد من قبل مجاميع ارهابية وكان اخرها تنظيم داعش.
بدورها أكدت حكومة إقليم كردستان، العمل بكل السبل من اجل تحقيق المساواة وتوفير وحماية حقوق جميع مكونات كردستان.
واضافت في بيان تهنئة أصدرته بمناسبة عيد القيامة الذي احتفل به المسيحيون امس الاحد، انها تعمل «على زيادة توطيد وتعميق ثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر بين جميع المكونات الدينية والقومية في كردستان.
وتابعت «في هذا العيد نؤكد على أن حكومة إقليم كردستان، وكما هو دأبها، تعمل على زيادة توطيد وتعميق ثقافة التعايش والتسامح وقبول الآخر بين جميع المكونات الدينية والقومية في كردستان، هذه الثقافة التي هي مبعث فخر لكل شعب كردستان، وموضع تقدير العالم والإنسانية، كما ستعمل بكل الطرق في سبيل تحقيق المساواة وتوفير وحماية حقوق جميع مكونات كردستان.
ويعد اقليم كردستان منطقة مستقرة وواحة لاقامة المسيحيين ولجميع الاقليات والنازحين المسلمين وبخاصة حين قام داعش باحتلال مساحات واسعة من الاراضي العراقية، لاسيما الموصل وسهل نينوى موطن المسيحيين والاقليات الاخرى.
وتعرض المسيحيون في العراق الى اعمال عنف منذ عام 2003 مما دفع الكثير منهم الى التوجه لاقليم كردستان بينما غادر آخرون الى اوروبا واميركا طلبا للاستقرار.