أوقدوا 366 شمعة خلال تجمع نظموه بمعبد لالش
السليمانية – عباس كاريزي:
ابتهلت امينة اسماعيل بعد ان اوقدت شمعة بمناسبة عيد رأس السنة الايزيدية الى خالقها بان تستدل على معلومات ترشدها الى مكان اختها دعاء التي اختطفها ارهابيو داعش، بعد ان احتلوا قضاء سنجار عام 2014.
وقالت امينة قاسم ابنة ال27 عاما التي تمكنت مع احدى نساء الطائفة الايزيدية من الهرب من اسر داعش للصباح الجديد، «لقد كنت انا ايضا اسيرة لدى داعش لمدة عامين، تعاملوا معنا بمنتهى القسوة وتقاذفتنا ايادي الارهاب حتى وصلنا الى سوريا حيث تم اعتقال العشرات منا في ظروف غير انسانية واجبرنا على اعتناق الاسلام والبيعة للدولة الاسلامية «داعش».
واضافت لقد فصلوني عن اختى دعاء، بعد ان تم بيعي لاحد امراء داعش في دير الزور عربي الجنسية، الذي مارس معي شتى انواع التعذيب والامتهان.
وعبرت قاسم عن تمنياتها بان تنتهي معاناة ابناء جلدتها من الايزيديين وان تسعى كل الجهات في الاقليم وبغداد للسعي لمعرفة مصير المفقودين الذي لم يتم العثور عليهم لحد الان في العراق وسوريا.
هذا وتجمع الاف الأيزيديون بلباس أبيض وشعلات نار في معبد لالش بمنطقة شيخان امس الاول الثلاثاء، للاحتفال بعيد رأس السنة الأيزيدية، وهو ما يوافق الأول من شهر نيسان الأيزيدي، أول شهور السنة الأيزيدية.
ويخلع المحتفلون في أسفل الطريق الجبلية المؤدية إلى معبد لالش، أحذيتهم ويواصلون السير حفاة الأقدام كنذر للتقرب إلى الإله، وقال احمد جانو للصباح الجديد، «كل عام نزور لالش، الا ان الاحتفالات لم تكن مماثلة لما قبل ’داعش‘ وقبل أن يحتلوا سنجار وأن يأخذوا إخواننا وأخواتنا».
ويضيف «إن ديانتنا تعود إلى آلاف السنين، وإنها انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى آخرون إن ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.
ويستقبل الإيزيديون الأربعاء الأحمر، في الوقت الذي تشير الإحصائيات الى ان قرابة 3 الاف مواطن ايزيدي في عداد المفقودين، بحسب ما أعلن عنه مؤخرًا البيت الإيزيدي العامل في منطقة الجزيرة السورية.
الأربعاء الأحمر، أو كما يسمى باللغة الكردية «جارشمبا سور»، يأتي في فصل الربيع، في وقت تنمو فيه الزهور والورود بكل الألوان والأشكال، ويقول الإيزيديون إن «الأربعاء الأحمر»، هو يوم بعث الخليقة، بدءًا من تكوين الأرض وما يحيا فيها من كائنات، إذ يعد العيد أحد الأعياد المباركة في الديانة الإيزيدية.
وتجري في يوم الأربعاء طقوس خاصة، حيث ينهض الإيزيديون باكرا، ويرتدون أفضل ما لديهم من ملابس، ويقدمون الاضحية، ويُزينون مداخل بيوتهم بالورود وشقائق النعمان.
ويقوم ابناء الطائفة الايزدية مساء يوم الثلاثاء الذي يسبق الاربعاء بزيارة القبور وتأخذ النسوة معهن بعض البيض والحلوى والفواكه، ويتم توزيعها فيما بينهم وعلى الفقراء.
وتوجد تقاليد أخرى تتم في العيد، وهي الامتناع عن نبش التربة والحراثة، لأن المزروعات والزهور والورود ومعظم النباتات تتفتح في شهر نيسان، وكذلك لا يسمح للإيزيديين بالتزاوج في نيسان، لأن ذلك سيجلب لأصحاب البيت الويلات.
مع انتهاء سلطة داعش في سوريا، الا ان ما زال مصير 2992 كردياً إزيدياً، من الذين وقعوا في قبضة داعش مجهولاً.
وكشف مدير عام شؤون الإيزيديين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بإقليم كردستان، خيري بوزاني، عن أحدث إحصائية لعدد المختفين والناجين من الكرد الإيزيديين، وقال إنه تم خلال الفترة (3 آب 2014- 4 نيسان 2019) تحرير 3425 شخصاً من أصل 6417 كردياً إزيدياً تم اختطافهم من قبل مسلحي داعش، ومازال 2992 آخرين مجهولي المصير، أي ما يعادل 46.6% من المختطفين، منهم 1616 من الذكور مجهولي المصير و 1378منهم من الاناث.
في يوم الجمعة، 15 آذار 2019، تم عبر التنسيق بين حكومتي إقليم كردستان والعراق، فتح أول مقبرة جماعية للكرد الإزيديين في قرية كوجو التابعة لقضاء سنجار، والذي كان يضم رفات 30 ضحية، وقد بدأت المرحلة الثانية من عملية نبش القبور الجماعية في كوجو ويتوقع وجود رفات 70 ضحية في مقبرتين جماعيتين.
ويقول الأمين العام لمجلس الوزراء الاتحادي العراقي، مهدي العلاق «عملية نبش المقابر الجماعية في قرية كوجو تعبر عن مسعٍ جاد للكشف عن جرائم داعش والتوصل إلى نتائج ترتبط بالتعرف إلى هويات الضحايا».
وأشار العلاق إلى أن «عملية نبش تلك المقابر ستستمر، وهناك قانون خاص لتعويض المتضررين من العمليات الإرهابية وضحايا الإرهاب».