وداد إبراهيم
بغداد مثل اي مدينة لها تاريخ وتراث، فيها معالم ساحرة خاصة ما يتعلق بساعاتها الضخمة والعملاقة التي وضعت في بعض المراقد او المناطق التراثية، والتي تعد اضافة جمالية، للمكان.
هناك الساعة الرملية في ساحة السباع، والتي تعطي اشارة الى اهمية الساعة في حياة اهل بغداد منذ ازمنة بعيدة، وحتى الان.
يقول خبير الساعات في منطقة الميدان وليد غزاي الشحماني: بوصفي خبير بالساعات، أستطيع ان اعيد لهذه الساعات رنينها ليصل صوتها الى الجانب الثاني من بغداد، واراهن على ذلك، ومن دون مقابل، بل من اجل بغداد، وجمالها، ونبضها الذي لايتوقف عن الحركة والحياة.
ويتابع: من المهم جدا وضع ساعات اضافية في ساحات بغداد، لانها تعبر عن اهمية الوقت في حياة الانسان، وتكـون مصـدر تنبيـه لـه.
اما مصلح الساعات علي عبد الله فقال: من المؤكد ان بغداد تحتاج الى ساعات، ولكن ساعات رقمية، لأنها أكثر وضوحا، على وفق اهمية الوقت بالدقائق، والساعات، والثواني، والمعروف ان الناس اليوم يتعرفون على الوقت من خلال الساعة الموجودة في هواتفهم، لهذا فأن الساعة الرقمية ستكون مصدر تنبيه أفضل.
المهندسة غادة السلوق رئيس قسم العمارة في كلية الهندسة قالت: كان وجود الساعات في بغداد مهما، يضيف لها جمالية، واناقة، حيث لا يمتلك كل الناس ساعات يدوية، على العكس من هذا نجد اليوم ان الساعة والوقت يحيط بنا من كل جانب، اذ أصبح الناس يراقبون الوقت من خلال الساعة في هواتفهم، وأيضا يرتدون ساعات يدوية، ما يجعلهم لا يعيرون اهمية لما في الساحة، واعتقد ان الساعات الموجودة فعلا في بعض الساحات لا تثير انتباه أحد.
في امانة بغداد قال مدير الاعلام حكيم عبد الزهرة: اذا كان من الضروري وضع عمل فني ويتضمن وجود ساعة فـلا ضيـر، لكـن ساعـة وحدهـا قـد لا ينظـر اليهـا المـارة وهـم يتطلعـون الـى هواتفهـم.
وقال مدير الاعلام في المحطة العالمية عبد الستار حسين: كان اهل بغداد يضبطون ساعاتهم على ساعة المحطة، وكذلك ساعة القشلة، والمعروف ان هذه الساعة قد وضعت في هذا المكان خلال خمسينيات القرن الماضي، لذا فهي تمثل تراثا بغداديا جميلا، وقد توقفت بعد احداث عام 2003 وتم تشغيلها بفضل المهندسين في المحطة، واجد ان من أجمل الاشياء التي توضع في الساحات، الساعة، مع إني لا اظن ان هناك ساعة مثل ساعة المحطة ابدا.
ساعات بغداد القديمة.. إرث صامت
التعليقات مغلقة