متابعة ـ الصباح الجديد:
أنارت الألعاب النارية سماء تايمز سكوير في نيويورك بألوان متعددة بمناسبة حلول العام 2019 لتنضم بذلك إلى المحتفلين في العالم بأسره لوداع سنة 2018 التي شهدت اضطرابات كثيرة.
ففي ظل درجات حرارة متدنية وتساقط الأمطار احتفل الالاف في نيويورك بالسنة الجديدة بانزال الكرة البلورية التقليدية بحلول منتصف الليل مع عرض ألعاب نارية ضخم في ساحة تايمز سكوير الشهيرة التي غنت فيها كريستينا أغيليرا وستينغ وسنوب دوغ.
وقبيل نزول الكرة البلورية غنت بيبا ريكسا أغنية «إيماجين» لجون لينون فيما رافق الكثيرون في الساحة أغنية «نيويورك نيويورك» التي بثتها مكبرات الصوت.
وكانت احتفالات نيويورك ومدن أخرى على ساحل الولايات المتحدة الشرقي، المحطة الأخيرة في احتفالات السنة الجديدة التي عمت العالم من آسيا إلى اوروبا وصولا إلى القارة الأميركية. فقبل ذلك بساعتين احتفلت ريو دي جانيرو البرازيلية بحلول العام 2019بإنارة تمثال المسيح الفادي رمز المدينة الضخم، بأضواء مختلفة ما جعله يبدو وكأنه يضم يديه ويحني رأسه بخشوع قبل ان يعود إلى وضعية اليدين الأصلية. وشكل ذلك ذروة الاحتفالات في هذه المدينة التي حضرها مئات الالاف بعد عرض للالعاب النارية. وتولى البرازيل في الأول من كانون الثاني/يناير رئيس جديد، هو جاييير بولسونارو. وقد انتخب 55 % من البرازيليين بولسونارو الذي عرف بمواقف عنصرية وتمييزية حيال المرأة والمثليين جنسيا، بعدما وعدهم بالقضاء على الفساد والعنف والأزمة الاقتصادية.
باريس تحتفل
وشهدت باريس عرضا سمعيا بصريا بعنوان «الاخوة» على قوس النصر في جادة الشانزيليزيه احتفالا بحلول العام 2019
وتترافق احتفالات رأس السنة مع إجراءات أمنية استثنائية بسبب خطر وقوع اعتداءات او أعمال عنف في المدن.
ففي مدريد سمح لعشرين ألف شخص فقط بالتجمع في ساحة «بويرتا ديل سول» الشهيرة لتناول 12 حبة عنب عند حلول منتصف الليل على جري العادة لجلب الحظ والسعادة.
واحتفلت فرنسا أيضا بالمناسبة وسط إجراءات أمنية مشددة بعد اعتداء إرهابي في ستراسبورغ منتصف كانون الأول/ديسمبر وخشية وقوع تجاوزات من قبل «السترات الصفراء» رغم تراجع قدرة هذه الحركة الاحتجاجية على حشد المتظاهرين.
وقد انتشر 12 ألف شرطي في باريس و148 ألفا في كل أرجاء البلاد فيما لم يسجل أي حادث يذكر.
على جادة الشانزيليزيه الشهيرة مركز الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة ، قالت وزارة الداخلية أن 300 ألف شخص تجمعوا بانتظار حلول منتصف الليل في جواء هادئة مع عرض بصري سمعي بث على قوس النصر.
وشوهد بعض عشرات «السترات الصفراء» بين جموع السياح والمتنزهين.
وفي كلمته المتلفزة بالمناسبة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفرنسيين إلى التوقف «عن إعطاء الانطباع بأن فرنسا بلد يفتقر إلى التضامن».
هجمات في مانشستر وطوكيو
وشهد ليل أوروبا هجوما بسكين ادى إلى سقوط ثلاثة جرحى في مانشستر في شمال غرب إنكلترا. وقد أوقف المعتدي. وقال المنتج في هيئة «بي بي سي» سام كلاك الذي كان شاهدا على الهجوم إنه سمع المعتدي يقول «الله» قبل الهجوم وبعده. وأوضح أن المعتدي قال «طالما تستمرون بقصف دول أخرى فإن هذه الأمور ستتواصل».
وفي طوكيو، تسبب الياباني مازوهيرو كوساكابي البالغ 21 عاما بسقوط تسعة جرحى أحدهم في حالة خطرة، عندما اقتحم بسيارته جموعا كانوا في شارع مخصص للمارة في العاصمة. وقال ناطق باسم الشرطة لوكالة فرانس برس «كان بنيته القتل». وذكرت محطة «أن إتش كاي» التفزيونية اليابانية أن كوساكابي تصرف «احتجاجا على عقوبة الاعدام» من دون أن تعطي أي تفاصيل أخرى.
بريكست وترامب
وانتقلت لندن إلى العام الجديد محتفية بعلاقاتها مع أوروبا بينما ينقسم البريطانيون بشدة حول البريكست. وترافقت الألعاب النارية التي أطلقت من عجلة «لندن آي» مع بث مقطوعات موسيقية ألفها فنانون أوروبيون. وقال رئيس بلدية العاصمة صديق خان إن الخطوة تهدف إلى التاكيد ن لندن ستبقى «منفتحة ومتجهة نحو المستقبل» بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وفي رسالة بمناسبة حلول السنة الجديدة، دعت رئيسة الوزراء تيريزا ماي البرلمان إلى تأييد الاتفاق الذي توصلت إليه بشأن البريكست للسماح لبريطانيا «بتخطي مرحلة جديدة» وتجاوز انقساماتها.
وشهد العام 2018 اضطرابات كبيرة مع أزمة سياسية في بريطانيا بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي المقرر في 29 آذار/مارس 2019.
كذلك، سيبقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب متصدّرًا لعناوين وسائل الإعلام، إذ أكّدت سنة 2018 قدرته على قلب الموازين في ملفّات جيوسياسية كبرى، من حربه التجارية مع الصين إلى انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران وقراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتّحدة إليها.
وتمنى ترامب لمواطنيه في شريط مصور عبر «تويتر» عاما سعيدا قائلا لهم «فيما أنا أعمل في البيت الأبيض تخرجون هذا المساء للاحتفال ، استمتعوا بوقتكم فأمامنا سنة رائعة».
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الروس في رسالة متلفزة إلى العمل معًا «لتحسين الرفاهية ونوعيّة الحياة، من أجل أن يشعر جميع مواطني روسيا بتغييرات إيجابيّة في السنة التي تنطلق».
قبل ذلك بساعات، كان الرئيس الصيني شي جينبينغ قد رحّب بحلول العام 2019، واعدًا بمواصلة «وتيرة الإصلاحات» وفتح الصين على بقيّة العالم «بشكل أكبر».
أما الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون فأعتمد لهجة أقوى قائلا إن كوريا الشمالية قد تغير مواقفها في حال أبقت الولايات المتحدة على العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ بشأن ملفها النووي مطالبا بوضع حد للمناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. ومنذ القمة التاريخية بين كيم وترامب في حزيران/يونيو الماضي في سنغافورة تراجعت العلاقات بين بيونغ يانغ وواشنطن.
سيدني دشنت العام الجديد
وتدشينًا للعام الجديد، أطلقت سيدني، أكبر مدن أستراليا، أضخم عرض للألعاب الناريّة لها على الإطلاق. وأضاءت كمّية قياسيّة من الأسهم والمؤثّرات البصريّة الجديدة سماء المدينة بألوان وأشكال متنوّعة لمدّة 12 دقيقة أبهرت أنظار أكثر من 1,5 مليون شخص احتشدوا أمام الخليج قبالة المدينة وفي الحدائق.
ولم تُخفّف عاصفة رعديّة في وقت سابق من عزيمة المحتفلين الذين نصبوا الخيَم في المكان، ووصل بعضهم في ساعات مبكرة من صباح الإثنين.
في هونغ كونغ، احتشد مئات الآلاف في الشوارع على جانبي ميناء فكتوريا في المدينة للاستمتاع بعرض للألعاب النارية استمرّ عشر دقائق.
واستُخدمت في العرض ألعاب ناريّة بقيمة تصل إلى 1,8 مليون دولار لتلوّن ناطحات السحاب بالألوان التي رافقتها الموسيقى.
في العاصمة الإندونيسيّة جاكرتا، أقام أكثر من ألف رجل وامرأة زفافًا جماعيًا نظّمته الحكومة. لكن تمّ إلغاء الألعاب الناريّة احترامًا لضحايا التسونامي. كما ألغيت احتفالات رأس السنة في مقاطعة بانتين المجاورة حيث أدّت كارثة وقعت في 22 كانون الأول/ديسمبر إلى مقتل أكثر من 400 شخص.
وفي اليابان تدفّق السكّان على المعابد احتفالاً بالعام الجديد.
في دبي، أضاءت الألعاب الناريّة برج خليفة الذي يُعتبر البرج الأعلى في العالم.
وودّعت دمشق سنة 2018 بطريقة اختلفت عن كل سنوات الصراع. وكانت الساعات الأخيرة من السنة المنصرمة هادئة، ولم يُسمَع دويّ قذائف أو صواريخ أو معارك أو سيارات إسعاف.
ونزلت عشرات العائلات إلى أزقّة دمشق القديمة لقضاء ليل رأس السنة. وقالت كندة حدّاد طالبة الإعلام بجامعة دمشق لوكالة فرانس برس «هذه السنة الأولى التي أختار فيها منطقة باب توما لقضاء السهرة ، هذه المنطقة كانت خطرة للغاية في كل السنوات الماضية، وفي أي لحظة كان هناك احتمال أن تسقط قذيفة هاون».
ورغم غياب الاحتفالات الرسمية والتجمعات الكبيرة، إلا أن زينة هذه السنة أظهرت الفارق مقارنةً بسنوات عمّ فيها الظلام دمشق بسبب التقنين الكهربائي أو التهديدات الأمنية.