في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين
عدنان راشد القريشي
ضمن منهاجه الثقافي الأسبوعي ليوم السبت 31/ 3/ 2018 ضيف نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الشاعرين والمترجمين هيثم الزبيدي وامال ابراهيم للحديث عن الترجمة في محاضرة بعنوان «ما لم يقله النص» حول اشكاليات ترجمة النصوص الشعرية والتحديات، ادار الجلسة الشاعر زيد القريشي مبتدئا بتقديم الشاعرة والمترجمة أمال إبراهيم موضحا انها حاصلة على بكالوريوس علوم بيولوجي، اعدت وقدمت برامج إذاعية وتلفازية باللغة الانكليزية وترجمت العديد من البحوث والمقالات لعدة تخصصات، تكتب الشعر والقصة القصيرة وقد أصدرت عدة مجاميع شعرية. وفي معرض حديثها قدمت ورقة بعنوان «مستويات التكافؤ» بين لغة النص والترجمة منوة الى إن جوهر الوظيفة الإنسانية للترجمة هو التقريب بين أصحاب اللغات المختلفة من خلال البحث عن المكافئات النصية المتوافرة في لغتي المصدر والهدف بحيث تعكس حالة المشاركة الجمعية الإنسانية بين البشر فلا يمكن أن يكون دور المترجم هو إقحام السمات والمكونات الخاصة بلغة النص، بل علينا أن نحترم كلا اللغتين ونقر بأن ثمة فوارق تجعل لكل لغة خصوصيتها وتميزها عن اللغة الأخرى، ويكون دورنا هو البحث عن الصياغات المكافئة النابعة من القواسم الإنسانية المشتركة بين اللغتين والموجودة في اللغة الهدف لتؤدي نفس الدور وتحدث الأثر نفسه. في أوضح الزبيدي ان الشعر صعب في لغة الام، فكيف اذا نقلناه الى لغة أخرى؟ مشيرا الى مقولة «الشعر لا يترجم» متسائلا عن إمكانية معرفة الشعر عالميا من دون الترجمة، وقد خلص الى انه لا يمكن ذلك الا عن طريق الترجمة، مؤكدا على امانة المترجم والتزامه. واصفا أهمية المترجمين بأنهم خيول العمل بين الحضارات من خلال قيامهم بإعادة كتابة نص ليس من تأليفهم. منوها الى الترجمة شأنها شأن الابداع، لكنها في بلدنا العراق فهي تشهد واقعا مأساويا. لافتا الى ضرورة الاستعانة بمترجمين أجانب للحفاظ على سلامة النص. يذكر ان الزبيدي قام منذ أعوام بترجمة بعض الأعمال الشعرية العراقية إلى اللغة الإنجليزية بدافع تقديم الإبداع العراقي إلى العالم بهدف نشر الثقافة العراقية والأدب العراقي للآخرين، وكسر الصورة النمطية التي تشكلت عن العراق لدى الآخرين الذين أحبوا النظر إلى العراق بوصفه بؤرة للعنف والدمار. لكن ترجمة شعر مظفر النواب تختلف عن جلّ تجاربي السابقة من حيث أن شعره بعد الترجمة لم يفقد الكثير من شعريته ومقوماته كما هو الحال مع غيره، فقصيدة مظفر ليست قائمة على القافية الواحدة والبحر الشعري الواحد، كما في القصائد العمودية التي تخسر الكثير بعد ترجمتها، الموسيقى ركن من أركان قصيدة مظفر، لكنها ليست الركن الوحيد، فهناك البناء السردي للقصيدة، والصور الشعرية المتفردة التي يوحدها الرمز والتكرار في بعض الأحيان، كما أن الثيمات الكونية التي يطرحها النواب في شعره تجعل قصيدته شامخة حتى بعد ترجمتها.