صادق باخان
من كان يصدق ان الفريق البرازيلي سيخسر امام الماكنات الالمانية بسبعة اهداف؟
والابشع من هذه الحقيقة فلو كنت قبل الثامن من تموز من العام 2014 سألت شخصاً ما: هل تصدق لو ظهر الفريق البرازيلي في ذات يوم اشبه بفريق للهواة ويخسر بنصف دزينة من الاهداف في شهر تموز؟ لوجدته بالتأكيد يقول لك بكثير من الدهشة والاستغراب: ماذا؟ هل انتقلت كذبة نيسان الى شهر تموز؟
كلا ثم كلا، انها حقيقة واقعية كواقعية الروائي البرازيلي جورج امادو الصارخة والجارحة حين لحقت بفريق راقصي السامبا هزيمة اشبه بفضيحة كروية ستؤرخ يوماً حزيناً في تاريخ البرازيل الكروي وسيصبح يوم الاحزان في بلد الامازون والبن ومهرجان رقص السامبا.
كما يبدو ان الفريق البرازيلي ووفاءً لزميلهم الغائب الفتى الذهبي المصاب نيمار نزل الى الساحة بروح قتالية فشن هجوماً كاسحاً لكن الالمان بطريقة دراماتيكية سجلوا الهدف الاول في الدقيقة العاشرة عن طريق توماس موللر وكنتيجة لهذا الهدف المبكر لعب البرازيليون بتوتر واضح وارتفعت درجة توترهم مع توالي الاهداف حين سجل كلوزه الهدف الثاني في الدقيقة 30 واعقبه توم كروز بتسجيل الهدف الثالث والرابع لينهي خضيرة الشوط الاول بتسجيل الهدف الخامس فضاع البرازيليون في حين لعب الالمان بثقة عالية وفي جيوبهم خمسة اهداف ، وللحقيقة نقولها ان الحكم المكسيكي لم يكن عادلا مع الفريق البرازيلي بدليل ان المدافع مارسيل تقدم بالكرة واخترق الدفاعات الالمانية وتعرض لاعثار واضح في منطقة الجزاء لكن الحكم لم يحسبها ضربة جزاء مما اثر ذلك اكثر في روح الفريق البرازيلي.
مع الشوط الثاني بدأ الفريق البرازيلي اللعب بهجوم عسى ولعل ان يسجل هدفا لكن هجماته تكسرت على اسوار الدفاعات الالمانية المنيعة وقابله الفريق الالماني بهجوم معاكس وسدد توماس موللر المشاغب كرة قوية ابعدها الحارس جوليو سيزار ليعود موللر وسجل الهدف السادس في الدقيقة الستين ليعمق من جراح الفريق البرازيلي وصار يلعب كأنه ضائع في المستطيل الاخضر وجاءت تمريراته غر متقنة كأنه ليس هذا هو الفريق البرازيلي صاحب التاريخ العريق بلعبه الفني الرائع وبالتالي سقط في المغطس حين جاء الهدف السابع في الدقيقة 78 بامضاء شوللر لتتحول المباراة الى فضيحة كروية ومن اجل جبر خواطر 200 مليون برازيلي تمكن اخيرا اوسكار من تسجيل الهدف اليتيم للبرازيل لتنتهي المباراة بسبعة اهداف لصالح الماكنات الالمانية مقابل هدف للفريق البرازيلي ليصبح يوم الثامن من تموز 2014 يوم الاحزان في البرازيل وليضع رئيسة البرازيل السيدة ديلما روسيف في مازق وهي تواجه المسيرات الصاخبة احتجاجا للازمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: من يتحمل مسؤولية هذه الخسارة الكارثية؟ هل يتحملها المدير الفني للفريق السيد فيليبي سكولاري وطاقمه الفني ام يتحملها اعضاء الفريق؟ لا يمكن بطبيعة الحال القاء اللوم على طرف من دون الاخر ولكن يمكن القول بحيادية ان الجميع يتحمل المسؤولية والاهم من كل هذا وذاك ان لغياب كل من نيمار وكابتن الفريق ثييغو سيلفا كان عاملا جوهريا في هذه الخسارة- الفضيحة وبالنتيجة صار يوم الثامن من تموز 2014 يوم الاحزان في البرازيل ويوم الاعراس للالمان ليغرقوا في شرب البيرة البافارية ويرقصوا رقصة الفالس على انغام شتراوس بمناسبة صعودهم الى المباراة النهائية علهم يفوزون بكأس العالم للمرة الرابعة ويهدونه الى المستشارة الالمانية الانسة انجيلا ميركل.