احلام يوسف
في داخل كل منا طفل، كان لقن بعدة افكار مبنية على تجارب وعادات واعراف وتقاليد مجتمعية، وهذا ما شكل شخصيتنا فيما بعد، حسب اهواء وافكار اخرين، سواء الاهل او المجتمع، وبمرور الوقت ابتعدنا عن انفسنا وتحولنا الى شخص اخر من دون ان نعي ذلك.
كيف لنا العودة الى داخلنا واكتشافه؟ يقول الطبيب النفسي ايهاب الزبيدي ان الخطوة الاولى للعودة الى انفسنا، تتمثل بالاتصال مع الطفل داخلنا، لنتعلم منه افكارا عدة لم ندرك اهميتها وقتذاك.
وتابع: الاطفال عادة لا يهتمون بما يفكر به الاخرون، ولا يعيرون اهمية لنصائح الاهل وتحذيراتهم ويتصرفون على سجيتهم بالمطلق، لا ينافقون ولا يعلنون غير ما يضمرون كي تتلاءم افكارهم وتصرفاتهم مع افكار واعراف المجتمع، فهم احرار لذلك فهم غالبا سعداء حتى في مشاحناتهم مع اقرانهم. هم لا يعيرون اهمية لانتقاد احد وهم يلعبون في الشارع او يتخاصمون لأسباب تافهة، لانهم يعيشون كما هم وكما يريدون. الاتصال بالطفل الداخلي يساعدنا على التحرر من بعض القيود التي كبلنا انفسنا بها ارضاء لرغبات غيرنا.
يقول الزبيدي ان الافكار السلبية التي تدور في اذهاننا يمكن ان تدفع واقعنا للتبلور معها، واضاف: لنجلس مع انفسنا صباحا لدقائق معدودات، لنفكر بيومنا الجديد، والذي يمكن ان يحمل لنا اخبارا واحداثا جديدة وجميلة،
ومن المحتمل أن يكون لدينا الكثير من المعتقدات اللاواعية التي اتخذناها على مر السنين من أشخاص آخرين دون تفكير، وكنا نعتقد أنها مناسبة لشخصياتنا.
لكن يمكن لتلك المعتقدات أن تصبح أكثر وعيًا إذا توصلت إليها بناءً على أفكارك أنت، وقمت بالابتعاد عن المعتقدات القديمة، ما سيسمح لك بالكشف عن طبيعتك الحقيقية.
كيف لكل هذا ان يساعدنا بان نتواصل اكثر مع انفسنا؟
- “لانه يساعدنا بالتوافق مع طبيعتنا وحقيقتنا ونتجاوز به كل انماط التفكير والمعتقدات التي لُقنا بها بطرق مباشرة وغير مباشرة، ووجهت سلوكياتنا حسب اهواء غيرنا. نحن في كثير من الاحيان نقمع شخصياتنا الحقيقية، واخص بهذا النساء، فالمرأة عادة تخشى التصرف على طبيعتها في كل مكان تتواجد به سوى بيت اهلها، تخاف الانتقاد، تخاف رسم صورة لها غير حقيقية، تخاف التهم الجاهزة.
وتابع: اغلبنا وضع شخصيته الحقيقية داخل دائرة مغلقة، نسيناها وتجاهلناها وخفنا منها، علينا ان نعيد التفكير ونرتبه كي نستعيدها مرة ثانية، ونهتم بها كما يجب. يجب ان لا نجعل اراء الاخرين بنا سلاسل نقيد بها انفسنا ونقمعها، فكنا نؤمن بان ارضاء كل الناس غاية لا تدرك، فلماذا نسعى لتحقيق المستحيل؟ استعادة حريتنا التي كنا ننعم بها في طفولتنا بداية طريقنا لتحقيق ما نريد ولتحقيق سعادتنا المنشودة.