ما يثير مخاوف من تصعيد عسكري جديد
متابعة ـ وكالات :
تواصل تبادل إطلاق النار في قطاع غزة امس الأول الإثنين بين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وإسرائيل، ما يثير مخاوف من تصعيد عسكري جديد قبل أسبوع من الانتخابات التشريعية الإسرائيلية.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت امس الأول الإثنين نهاية «ردّها العسكري» على مقتل ثلاثة من مقاتليها بنيران اسرائيلية في قطاع غزة ودمشق، بعدما دعت الأمم المتحدة إلى «الوقف الفوري لإطلاق الصواريخ» من غزة ووقف الضربات على إسرائيل.
لكن بعد حوالى ساعة، وإثر استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، تراجعت الحركة عن قرارها وأعلنت استئناف الضربات على إسرائيل.
وقال الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، أبو حمزة «كنّا قد أعلنّا إنهاء ردّنا العسكري على جريمتي الاغتيال في خان يونس ودمشق، لكنّ العدو لم يلتزم وقصف مواقعنا ومقاتلينا».
وكانت حركة الجهاد الإسلامي أطلقت امس الأول الاثنين دفعة جديدة من الصواريخ على إسرائيل من قطاع غزة بعد ضربات ليلية إسرائيلية على مواقع لها في غزة وسوريا، ما أدّى إلى إغلاق مدارس وطرقات في جنوب اسرائيل.
وبعدما قضى نحو 65 ألف تلميذ إسرائيلي امس الأول الإثنين في منازلهم بسبب التصعيد العسكري، أعلنت السلطات الإسرائيلية بقاء المدارس الواقعة في المدن والمناطق المجاورة للقطاع مغلقة امس الثلاثاء.
ويأتي هذا التصعيد العسكري قبل أسبوع من انتخابات تشريعية مصيرية بالنسبة للمستقبل السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأطلقت حركة الجهاد الاسلامي الأحد الماضي نحو20 صاروخا على اسرائيل في قصف قالت انه رد على قتل القوات الاسرائيلية أحد عناصرها قرب السياج الحدودي الفاصل بين غزة والدولة العبرية.
وقال الجيش الاسرائيلي في رسالة مقتضبة لوسائل الاعلام «تم إطلاق ستة صواريخ من غزة على الأراضي الاسرائيلية. اعترض نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ خمسة منها».
وكان الجيش الإسرائيلي اعلن أنّه شنّ ليل الأحد غارات جوية استهدفت «مواقع» للجهاد الإسلامي قرب دمشق وأدّت لمقتل اثنين من عناصرها، وذلك ردّاً على قصف صاروخي شنّته الحركة الفلسطينية من قطاع غزة على جنوب الدولة العبرية انتقاماً لمقتل أحد عناصرها برصاص القوات الإسرائيلية الأحد.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية امس الأول الاثنين التي تفرض منذ 13 عاماً حصاراً على قطاع غزة أنّ معبر بيت حانون (إيريز) المخصّص لانتقال الأفراد بين القطاع وإسرائيل ومعبر كرم أبو سالم المخصّص لنقل البضائع تم إغلاقهما «حتى إشعار آخر». كما أعلنت الإغلاق التام للمنطقة البحرية لقطاع غزة ما يعني منع صيادي القطاع من الخروج للصيد.
وحذر نتانياهو «على الجهاد الإسلامي وحماس أن تفهما أن هذا لا يمكن أن يستمر. إن لم توقفا الضربات بشكل تام، ولست أتحدث عن يوم أو يومين، وإنما نهائيا، سنمضي قدما في حملة (عسكرية) واسعة النطاق»، ملغيا كل التجمعات الانتخابية التي كانت مقررة مساء الإثنين.
تذكير اسرائيلي للجهاد
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ «مقاتلات إسرائيلية قصفت أهدافاً إرهابية تابعة لحركة الجهاد الإسلامي جنوب دمشق في سوريا، بالإضافة إلى عشرات الأهداف التابعة للجهاد الإسلامي في جميع أنحاء قطاع غزة».
وفي حين أكّد الجيش الإسرائيلي أنّ منظومة الدفاع الصاروخي «القبّة الحديد» اعترضت 17 من هذه الصواريخ، لم ترد تقارير عن سقوط إصابات من جرّاء هذا القصف الذي أعلنت الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عنه.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات تسببت بمقتل ستة مقاتلين على الأقل، بينهم العنصران اللذان أعلنت سرايا القدس مقتلهما.
وقالت سرايا القدس في بيان تلقّت وكالة فرانس برس نسخة منه فجر امس الأول الإثنين إنّها «تزفّ المجاهدين زياد أحمد منصور (23 عاماً) وسليم أحمد سليم (24 عاماً) اللذين ارتقيا إثر قصف صهيوني في دمشق».
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011 شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات في سوريا استهدفت بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، لكن نادراً ما تبنّت إسرائيل هذه الغارات.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها حركة الجهاد الإسلامي في سوريا بغارات إسرائيلية.
وفي تشرين الثاني الفائت أسفرت غارة إسرائيلية على مبنى في حيّ المزّة في دمشق عن مقتل شخصين، أحدهما نجل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أكرم العجوري.