المرجعية الدينية اول المنادين بها اثر مقتل سليماني والمهندس
بغداد – الصباح الجديد:
دعت المرجعية الدينية الى ضبط النفس والتصرف بحكمة إزاء الأحداث الخطيرة التي تمر بالبلاد، والمتمثلة بقصف الولايات المتحدة لموقع تابع للحشد الشعبي في القائم اثر مقتل مقاول أميركي، ومحاولة اقتحام السفارة الأميركية من محتجين في رد على ذلك القصف والتي تبعها مقتل قائد الحرس الثوري قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وفيما اكد معتمد المرجعية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني، إن “هذه الوقائع (استشهاد وجرح العشرات من ابنائنا المقاتلين بالاعتداء على مواقع القوات العراقية في القائم والاعتداء الغاشم بالقرب من مطارها الدولي في الليلة قبل الماضية) وغيرها تنذر بان البلد مقبل على اوضاع صعبة جداً”، دعا رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أيضا، إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة الوطنية.
وقال الكربلائي: ان “تسارع الاحداث وتتفاقم الازمات ويمر البلد بأخطر المنعطفات، فمن الاعتداء الآثم الذي تعرضت له مواقع القوات العراقية في مدينة القائم وادى الى استشهاد وجرح العشرات من ابنائنا المقاتلين، الى الحوادث المؤسفة التي شهدتها بغداد خلال الايام الماضية، الى الاعتداء الغاشم بالقرب من مطارها الدولي في الليلة الماضية بما مثّله من خرق سافر للسيادة العراقية وانتهاك للمواثيق الدولية، وقد أدّى الى استشهاد عدد من ابطال معارك الانتصار على الارهابيين الدواعش، ان هذه الوقائع وغيرها تنذر بان البلد مقبل على اوضاع صعبة جداً، وإذ ندعو الاطراف المعنية الى ضبط النفس والتصرف بحكمة نرفع اكفنا بالدعاء الى الله العلي القدير بأن يدفع عن العراق وشعبه شر الاشرار وكيد الفجار”.
وفي السياق، دعا رئيس الجمهورية برهم صالح امس الأول الجمعة جميع الأطراف إلى “ضبط النفس” بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في هجوم صاروخي أميركي قرب مطار بغداد الدولي، حسبما نقل بيان رسمي الجمعة.
وجاء في بيان الرئيس “ندعو الجميع إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة الوطنية العليا”، مضيفا “ندين هذا العدوان الذي بلا شك سوف تترتب عليه آثار وتداعيات أمنية في العراق والمنطقة”.
ومن جانبه، اعتبر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الجمعة، استهداف قائد عسكري ينتمي للمؤسسة العسكرية العراقية خرقًا سافرًا للسيادة، فيما دعا الى ضبط النفس وتغليب الحكمة، وان لا يكون طرفا في أي صراع إقليمي أو دولي.
وقال الحلبوسي في بيان اطلعت عليه الصباح الجديد: “بعميق الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد نائب رئيس هيأة الحشد الشعبي، القائد أبي مهدي المهندس ومساعديه، الذي كان له الدور البارز في معارك تحرير الأراضي العراقية من دنس عصابات داعش الإرهابي، مسطرا بذلك أروع صور الشجاعة”.
واضاف ان “ما جرى في محيط مطار بغداد الدولي يوم أمس من استهداف لقائد عسكري ينتمي إلى المؤسسة العسكرية العراقية يعدُّ خرقًا سافرًا للسيادة، وانتهاكًا للمواثيق الدولية، في حين أن أي عملية أمنية وعسكرية على الأراضي العراقية يجب أن تحظى بموافقة الحكومة”، داعيا “الحكومة في هذا الظرف الحساس إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير السياسية والقانونية والأمنية اللازمة؛ لإيقاف مثل هذه الاعتداءات”.
وودعا الحلبوسي “الجميع إلى ضبط النفس، وتغليب الحكمة، وتوحيد الصفوف، ومواجهة التحديات، وإبعاد العراق عن أن يكون ساحة اقتتال أو طرفا في أي صراع إقليمي أو دولي، وتجنيبه أي نزاعات مسلحة، والحفاظ على استقرار البلد وأمنه الذي أنهكته الحروب”.
وكان أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي لقي مصرعه مع قائد الحرس الثوري قاسم سليماني وآخرين في قصف جوي بطائرة مسيرة أعلنت الولايات المتحدة الأميركية مسؤوليتها عنه فجر الأول من امس الجمعة، الأمر الذي اثار مخاوف قديمة لدى المسؤلين والمراقبين والمواطنين، بأن تتحول البلاد الى ساحة للصراع بين اميركا وايران يدفع ثمنها أبناء هذه البلاد التي عانت على مدى سنوات طوال من حروب الوكالة وتصفية الصراعات والنزاعات الأجنبية.
وإنطلقت صباح يوم امس السبت، مراسم تشييع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس قاسم سليماني اللذان استشهدا على إثر القصف الجوي الذي استهدف العربات التي تقلهما على طريق مطار بغداد الدولي.
وحضر التشييع زعيم تيار الحكمة الوطني السيد عمار الحكيم، اضافة الى مسؤولين وقيادات آخرين تقدمهم رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي وزعيم تحالف الفتح هادي العامري.
وكان دعا رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي الجمعة، مجلس النواب الى عقد جلسة استثنائية من اجل تنظيم موقف رسمي على خلفية مقتل قاسم سليماني وابو مهدي المهندس.
وقال عبد المهدي في بيان تلقت الصباح الجديد نسخة منه “ندين بأقصى درجات الادانة والاستنكار إقدام الادارة الأمريكية على عملية اغتيال الشهيدين الحاج أبي مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني وشخصيات عراقية وإيرانية أخرى”.
وأكد ان “القيام بعمليات تصفية ضد شخصيات قيادية عراقية أو من بلد شقيق على الأرض العراقية يعد خرقا سافرا للسيادة العراقية واعتداء صارخا على كرامة الوطن وتصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة في العراق والمنطقة والعالم”.
ووجه عبد المهدي “دعوة رسمية إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب استنادا إلى أحكام المادة (٥٨) من الدستور من اجل تنظيم الموقف الرسمي العراقي واتخاذ القرارات التشريعية والاجراءات الضرورية المناسبة بما يحفظ كرامة العراق وامنه وسيادته”.
وعلى المستوى الدولي أعلن الاتحاد الأوروبي يوم امس السبت، استعداده للإسهام في نزع فتيل توترات اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، في بيان حول الأحداث الأخيرة في العراق، عبر حسابه في موقع “تويتر”، ان الاتحاد مستعد للتدخل في سبيل تخفيف حدة التوترات التي يشهدها الشرق الاوسط بعد اغتيال سليماني.
ودعا بوريل، إلى “وقف دورة العنف الحالية وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.. التصعيد يهدد المنطقة كلها؛ حيث عانى الناس كثيرا ويستحقون العيش في سلام” ، مضيفا “الاتحاد الأوروبي مستعد للإسهام في نزع فتيل التوترات”.
في السياق دعت بريطانيا وفرنسا والصين ودول عربية الى التعامل مع الاحداث بالتروي والحكمة وضبط النفس وعدم التصعيد من اجل تجنيب المنطقة شبح الحرب.