جرح أكثر من تسعين فلسطينيا في مسيرات العودة
الصباح الجديد ـ وكالات :
شنّت إسرائيل امس السبت سلسلة غارات استهدفت عشرات المواقع التابعة لحماس ومجموعات متحالفة معها حسب مصدر أمني فلسطيني، ما أسفر عن مقتل فلسطيني واحد على الأقل.
وجاء إطلاق الصواريخ والغارات بعد يوم جديد من الصدامات في إطار تظاهرات «مسيرات العودة» قرب حدود قطاع غزة مع إسرائيل، أسفرت عن جرح أكثر من تسعين فلسطينيا، حسب وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيانات إنّه تمّ إطلاق ما لا يقلّ عن عشرة صواريخ من غزّة على جنوب إسرائيل، موضحا أن نظام «القبّة الحديد» اعترض ثمانية منها.
ومع ذلك، قالت الشرطة الإسرائيليّة في بيان إنّ صواريخ سقطت في سديروت المتاخمة لقطاع غزة، أصاب أحدها منزلاً متسببا بأضرار ولم يؤد إلى سقوط جرحى.
وهي الليلة الثانية على التوالي التي تُطلق فيها صواريخ من القطاع على الأراضي الإسرائيليّة، بعد تهدئة استمرت نحو ستة أسابيع.
وردا على إطلاق هذه الصواريخ، قصف الطيران الحربي الاسرائيلي «أهدافا إرهابيّة عدّة لحماس في أنحاء قطاع غزّة» الذي تسيطر عليه الحركة ويعيش فيه نحو مليوني فلسطيني تحت الحصار الاسرائيلي.
وسمع دويّ الانفجارات الناجمة عن القصف من شمال القطاع إلى جنوبه، كما ذكر فريق وكالة فرانس برس في المكان.
وقال الجيش الاسرائيلي إن الضربات أصابت أهدافاً عديدة بينها موقع بحري ومجمّع عسكري يضم «أجهزة محاكاة مضادة للصواريخ» و»بنى تحت الأرض» ومصنع أسلحة ومستودع.
وأعلنت وزارة الصحّة التابعة لحماس في غزة مقتل فلسطيني السبت بغارة جوّية إسرائيليّة على غزّة. وقالت الوزارة في بيان إنّ «المواطن احمد محمد الشحري (27 عاما) استشهد متأثّراً بجروح أصيب بها جراء الاستهداف الإسرائيلي الجوّي غرب خان يونس».
وقبل ذلك، قالت الوزارة في بيان إن «ثلاثة مواطنين أصيبوا بجروح بين خطيرة ومتوسّطة (الخطورة)، ونُقلوا إلى مستشفى ناصر بخان يونس» جنوب القطاع. وذكر شهود عيان أن هؤلاء أصيبوا في غارة جوّية استهدفت موقعَ تدريبٍ عسكريّاً لحماس في غرب خان يونس.
من جهته، ذكر مصدر أمني في غزة أن «قوّات الاحتلال شنّت عشرات الغارات الجوّية على مواقع للمقاومة الفلسطينيّة وأراض زراعيّة». وأضاف أن عمليات القصف هذه «أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة وأضرار مادّية جسيمة في هذه المواقع وعدد من المباني المدنيّة القريبة منها».
وقال مصدر في الفصائل الفلسطينية إنّ «المضادّات الأرضيّة التابعة للمقاومة قامت بالتصدّي لطائرات الاحتلال وأطلقت صليات من نيرانها تجاهها».
وتجمع فلسطينيون صباح السبت أمام حفرة يبلغ عمقها بضعة أمتار في أرض رملية في جنوب قطاع غزة، بينما كان آخرون يسيرون على ركام من الاسمنت والمعدن لمعاينة حجم الخسائر، كما قال مسؤولون في المكان.
انتهاء تهدئة
حمل الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم اسرائيل «تبعات وتداعيات» هذا القصف، موضحا أن «حجم الاعتداءات التي طالت العديد من مواقع المقاومة يعكس نواياه المسبقة بالتدمير والتخريب».
ورأى إن «قصف واستهداف الاحتلال الإسرائيلي مواقع المقاومة وأهلنا في غزة هو ،تصعيد خطير بحق المدنيين الأبرياء». وأضاف أن «قتل الأبرياء وتفجير الأوضاع مع المقاومة الباسلة لن يرتد إلا في وجه الاحتلال»، مؤكدا أن «دماء شعبنا غالية ولن يسمح أحد للعدو باستباحتها والتجرؤ عليها، أو أن تكون غزة ساحة لتصدير أزماته الداخلية». تتناقض هذه الضربات مع الهدوء النسبي الذي كان يسود في الأسابيع الأخيرة على الحدود بين غزة وإسرائيل بعد تبادل لإطلاق الصواريخ والضربات الجوية في آب أثارت مخاوف من تصعيد بين حماس والدولة العبرية اللتين تواجهتا في ثلاث حروب في القطاع منذ 2008.
وكانت اسرائيل حينذاك قد تأخرت في السماح بدخول مساعدة تقدمها قطر شهريا إلى غزة في إطار اتفاق تهدئة تم التفاوض عليه مع الأمم المتحدة ومصر وهذه الدولة الخليجية الغنية التي تقيم علاقات مميزة مع حماس وتواصل في الوقت نفسه إجراء اتصالات مع اسرائيل.
ويرى محللون أن إطلاق الصواريخ من غزة هدف إلى الضغط على اسرائيل التي كانت تسعى إلى تجنب تصعيد مع اقتراب الانتخابات التشريعية، من أجل تسريع دخول هذه المساعدة إلى القطاع.
وتوقف تبادل القصف في نهاية المطاف قبيل الانتخابات الاسرائيلية التي لم تفض إلى فوز حاسم لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو أو خصمه بيني غانتس قائد الجيش خلال الحرب الأخيرة في غزة في 2014.
ومع ذلك، بقيت غزة في الأسابيع الأخيرة مسرحا كل يوم جمعة لتظاهرات تدين الحصار الاسرائيلي وتطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي طردوا أو فروا منها عند إنشاء اسرائيل في 1948.
وتتركز «مسيرات العودة» هذه في الجانب الواقع في غزة من الحدود التي يراقبها الجيش الاسرائيلي. وجرح أكثر من تسعين فلسطينيا الجمعة بينهم خمسون بالرصاص في هذه الاحتجاجات، حسب وزارة الصحة في القطاع.