نهى عبد الكريم حسين
ينتشر الإعلان الطرقيّ (مسابقة للخيول!)
كطاعون!
وتطلع في بالي أشياء بذيئة
كلما قرأت الّلافتة:
«فرس علقمة الفحل أجود من فرسك!»
لا أثق بالإعلانات مطلقاً
ما يجعلني زاهداً
بالرّكض الذي درج الحداثيون على تسميته
بالاستهلاك!
لكنّ رسالة قصيرة من شركة الاتصالات
أشبه بكرنفال
تجعلني أتراجع عمّا قلته سابقاً
فقد صار لدي تذكرة مشاركة مجانيّة!
تتلاشى السّعادة بقلق طفيف:
فليس لديّ حصان!
إلهي، ما جدوى هذه التّذكرة الّتي بين يديّ؟
أهرع إلى سقيفة بيتي
هناك حصان خشبيّ
نُحت من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السّماء
لقد بدوت مترهلاً جدّاً حينما امتطيته
وأقدامه لا تجري كريح
هذا ما صرفني عنه
حصان طروادة لم يعد شيئاً
مذ كَمُنَ الغزاة
في قلبي
وحصان سانشو لم يعد شيئاً
مذ صرت هواء سُخرة
لتحريك الطواحين!
وحصان عنترة لم يعد شيئا
مذ استبدلت بالأغرّ
القصائد
إذا ما أوقدت الحروب!
وحصان امرؤ القيس لم يعد شيئاً
يمكنك أن تعود لمطلع بذاءتي!
أهوّم في التّاريخ بحثاً عن حصان
يدخلني في الحداثة
بينما تستحيل التذكرة
إلى رطوبة!
إلهي، ما جدوى هذا الإعلان في شارعنا؟