على عكس سابقتها وبعد 14 شهرا من العناد..
الصباح الجديد ـ وكالات :
فتحت الحكومة الإيطالية الجديدة امس الاول السبت ميناء لامبيدوزا بوجه السفينة الإنسانية «أوشن فايكينغ»، التي أنقذت 82 مهاجرا في عرض البحر، قدموا من ليبيا. وهي المرة الأولى منذ 14 شهرا التي تستقبل فيها الموانئ الإيطالية مهاجرين، حيث كان وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني، المحسوب على اليمين المتطرف، يرفض ذلك.
وأفادت منظمة أطباء بلا حدود، التي تشرف على السفينة إلى جانب منظمة «نجدة المتوسط»، أن المهاجرين هم 58 رجلا وست نساء و18 طفلا.
وتابعت المنظمة أن المهاجرين «أبلغوا أطباءنا أنهم تعرضوا للحرق ببلاستيك منصهر، وضُربوا بعصي خشبية ومعدنية». وأوضحت أن «العديد منهم يعانون مشكلات نفسية وصدمات».
وهي المرة الأولى منذ 14 شهرا التي تعرض فيها سلطات روما ميناء على سفينة إنقاذ، رغم أن القرار تطلب ستة أيام وضمانات أوروبية بشأن تقاسم المهاجرين.
وأفادت منظمة «نجدة المتوسط»، المشغلة للسفينة، امس الاول السبت عبر تويتر أن «‘أوشن فايكينغ‘ تلقّت للتو أوامر من مركز تنسيق عمليات الإنقاذ البحري في روما بالتوجه إلى لامبيدوزا». وجاءت هذه الموافقة بعد أيام من تولي حكومة جديدة مهامها منبثقة من تحالف بين حركة خمس نجوم والحزب الديموقراطي (يسار). الأمر الذي يشكل قطيعة مع سياسة وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني (يمين متشدد).
وقال وزير الخارجية الإيطالي وزعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو، الحليف السابق لسالفيني للتلفزيون الإيطالي، إنه: «تم توفير ملاذ آمن للسفينة، لأن الاتحاد الأوروبي وافق على طلبنا لأخذ معظم المهاجرين».
بدوره، أكد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير أنه تم التوصل إلى «اتفاق خاص بين إيطاليا وفرنسا وألمانيا والبرتغال ولوكسمبورغ للسماح بإنزال» ركّاب السفينة، مشيرا بذلك إلى اتفاق على توزيع المهاجرين بين الدول الخمس. وأضاف «علينا الآن الاتفاق على آلية أوروبية حقيقية موقتة».
وبحسب صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية، فإن فرنسا وألمانيا قبلتا أن تستقبل كل منهما ربع عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم في حين ستستقبل إيطاليا 10 بالمئة من هذا العدد.
واقترح رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي فرض عقوبات مالية على الدول التي ترفض المشاركة في النظام الجديد لتقاسم المهاجرين. ورفضت المجر وجمهورية تشيكيا وبولندا وسلوفاكيا مرارا في الماضي استقبال أي مهاجر يتم إنقاذه في البحر.
وفي تقرير نشر الشهر الماضي، قالت وزارة الداخلية الإيطالية إن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية بين آب 2018 تموز 2019، انخفض بنسبة 80 بالمئة عن الأشهر الـ12 السابقة.
وفي تعليق منه على تعاطي الحكومة الإيطالية الجديدة مع قضية المهاجرين، قال سالفيني زعيم حزب «رابطة الشمال» المحسوب على اليمين المتطرف ووزير الداخلية السابق المعروف بمواقفه المناهضة للمهاجرين: «ها قد بدأنا، المرافئ مفتوحة بدون حدود». وتابع الحليف السابق لحركة خمس نجوم، أن «الحكومة الجديدة تعيد فتح المرافئ، إيطاليا تعود كمخيم لاجئين لأوروبا. وزراء مسيئون يكرهون الإيطاليين».