قالوا إن بعضها يستخدم اساليب مختلفة للاحتيال على المواطنين
السليمانية ـ الصباح الجديد:
أكثر من مئتي مركز للتجميل تنتشر في محافظات الاقليم، تجرى فيها آلاف عمليات التجميل للمواطنين من الجنسين، من دون وجود ضوابط او قوانين تنظم عملها وتمنع الاستغلال والتجاوز على حقوق المواطنين.
سميرة ازاد احدى ضحايا عمليات التجميل المزعومة، قالت للصباح الجديد، ان المئات من الفتيان والنساء الذين يرغبون بإجراء عمليات تجميل لوجوههم او احد اعضائهم الاخرى يتعرضون لعمليات نصب واحتيال مستمرة.
واضافت «لقد اجريت قبل عامين عملية تجميل في احدى تلك المراكز، على عمليتي تجميل اجريتها لانفي، التي كلفتني نحو الفي دولار، الا انني برغم العذاب والالم الذي عانيته فضلاً عن التكلفة المادية، الا انني مازالت اعاني من ضيق في التنفس وانحراف شديد في الانف برغم الوعود التي قدمها لي الدكتور الذي اجرى العملية بانه سيعالج الانحراف الذي كان انفي يعاني منها، لكن من دون جدوى خسرت مبلغا ماليا كبيرا وبقيت معاناتي.
وتشهد مراكز التجميل المنتشرة في محافظات الاقليم اقبالا كبيرا من المواطنين الذي يدفعون مبالغ مالية كبيرة لاجراء عمليات تجميل، في الوجه او البطن او الجلد او الشعر.
وتزداد الرغبة على تجميل الوجه والاعضاء الاخرى وهي تلاقي انتشارا واسعا من قبل الرجال والنساء على حد سواء، الذين يدفعون جزءاً كبيراً من ميزانيتهم الشهرية لتلك المراكز، الذي تقول احدث احصائية لوزارة الصحة ان عدد تلك المراكز تجاوز النسبة المفترضة.
واذا ما قمت بجولة في الاسواق والاماكن العامة بمحافظات الاقليم فانك ستجد واحدا من بين اثنين او ثلاثة من النساء والرجال تضع لاصقا على انفها او فتاة اجريت عملية تجميل لحاجبها او ترى احد الرجال الذين اجروا زراعة لشعرهم او بنات اجرين نفخا عبر السلكون والبوتوكس والفيلر، لعضو في جسدهم.
وكانت نسبة عمليات التجمل قد انخفضت خلال السنوات السابقة نظرا للازمة المالية التي كان الاقليم يعاني منها، الا انها عادت للارتفاع خلال العام الحالي والسابق، نظرا لارتفاع دخل المواطنين في الاقليم ، ويلجأ الشباب الى اجراء مثل هذه العمليات، ما جعل من مراكز التجميل تعج بالشباب والشابات من الراغبين باجراء عمليات تجميل.
وفي ظل غياب الرقابة الصحية المطلوبة على تلك المراكز، فان عددها ازداد بنحو ملحوظ اضافة الى تنوع مجالات ونوعيات عمليات التجميل التي تجريها ما جعلها مركزا تجاريا واستثماريا مربحا يقبل عليه رجال الاعمال والمستثمرين الاجانب.
وتقول وزارة الصحة في إقليم كردستان، ان 200 مركز للتجميل افتتحت في مدن ومحافظات الاقليم تجري فيها عمليات تجميل للوجه ومعالجة وزراعة الشعر والامراض الجلدية واستخدام الليزر لإزالة الشعر الزائد، وازالة الوزن الزائد، الذي تسبب بمقتل العديد من المواطنين الذين اجريت لهم العملية ولم تنجح.
الدكتور سازان كامران التي تجري عمليات تجميل انف في مركز السعادة للتجميل تقول انها تجري اسبوعيا نحو 15 عملية تجميل انف وغيره من اعضاء الوجه.
وتابعت، ان عمليات تجميل الوجه تبدأ من 100 دولار وتصل الى 10 الاف دولار، مشيرا الى ان اغلب المراجعين من شريحة الشباب الذي تتراوح اعمارهم بين 17-35 عاماً، وتجري عمليات التجميل لغاية 55 عاماً.
الباحثة الاجتماعية افان برزان، قالت في تصريح للصباح الجديد، ان الوعي الصحي يكاد يكون معدوما لدى المواطنين في اقليم كردستان، والعراق بنحو عام لذا فانه يتم استغلال المواطنين بكل سهولة من قبل تلك المراكز.
وبينت، ان المواطنين في اقليم كردستان يصرفون القسم الاكبر من ميزانيتهم الشهرية على شراء الاجهزة الالكترونية من موبايل وغيره، ومواد التجميل والعمليات الجراحية، التي قالت انها تأخذ القسم الاكبر من ميزانية العائلة الكردية في الاقليم.
بدوره قال عضو لجنة الصحة والبيئة في برلمان كردستان مسلم عبد الله، ان بعض مراكز التجميل يستخدم مواداً ضارة للفت انتباه المواطنين واستدراجهم من جهة ولتحقيق ارباح خيالية من جهة اخرى.
واوضح» لقد اجريت متابعة لكثير من المواد والادوية التي تستخدمها بعض مراكز التجميل، وجدت بان الكثير منها له اعراض جانبية خطيرة نتجت عن وجود بعض المواد السامة الخطيرة فيها، وعزا ذلك الى عدم وجود رقابة صارمة من قبل وزارة الصحة، الامر الذي سهل لتلك المراكز التنصل من المسؤولية القانونية وعدم التقيد بالتعليمات والارشادات الصحية.
واشار الى ان لجنة الصحة والبيئة قامت بزيارة وزير الصحة واعدت مشروعا لمعالجة كثرة مراكز التجميل الذي يتجاوز الحد المسموح به، الذي خرج عن السلامة الصحية ودخل عملها الكسب التجاري، منعاً لتجاوزها على الانظمة والقوانين المتبعة، والحفاظ على صحة وسلامة ومنع استغلال المواطنين.