تقدم متوقع للمشككين من اليمينيين
متابعة ـ الصباح الجديد:
بدأ الناخبون في 21 بلدا عضوا في الاتحاد الأوروبي الإدلاء بأصواتهم امس الأحد لاختيار ممثليهم في البرلمان الأوروبي حيث يتوقع أن تحقق فيه الأحزاب المشككة في جدوى الوحدة الأوروبية تقدما جديدا، حسب استطلاعات الرأي.
وكانت الدول الستّ في شرق أوروبا (اليونان والمجر وبلغاريا ورومانيا وليتوانيا وقبرص) الأولى التي فتحت فيها مراكز الاقتراع ، تلتها إيطاليا وبولندا والنمسا.
وبدأت عملية الاقتراع في فرنسا وألمانيا وبلجيكا والسويد ودول أخرى بعد ساعة. وكانت اسبانيا والبرتغال والدنمارك الدول الأخيرة التي فتحت فيها مراكز الاقتراع.
ودعي 427 مليون ناخب أوروبي إلى التصويت لانتخاب 751 نائبا في البرلمان الأوروبي لولاية مدتها خمس سنوات، يلعبون خلالها دورا حاسما في صياغة القوانين الأوروبية. وتشهد انتخابات هذه المؤسسة الأوروبية التي لم تكف عن تعزيز صلاحياتها مشاركة ضعيفة عادة بلغت 42,6 بالمئة في 2014.
ولن تُنشر النتائج الرسمية في جميع الدول إلا اعتباراً من الساعة 21,00 ت غ، لدى انتهاء عملية الاقتراع في إيطاليا، آخر دولة تغلق مراكز اقتراعها.
لكن من المتوقع صدور تقديرات بدءاً من فترة في دول عدة. ويعتزم البرلمان الأوروبي نشر أولى توقعاته للمقاعد.
ومن النتائج التي سيتم رصدها بدقة تلك التي سيحققها التجمع الوطني بقيادة مارين لوبن في فرنسا وحزب الرابطة بقيادة ماتيو سالفيني في إيطاليا، العدوان اللدودان للمشاريع الأوروبية التي يطرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم الحزبين اليمينيين القوميين المتحالفين اللذين يأملان في تشكيل تحالف واسع للأحزاب القومية والمشككة في جدوى الوحدة الأوروبية. وهذه القوى حققت تقدما في 2014 لكنها بقيت مشرذمة في مجموعات داخل البرلمان الأوروبي.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم هذه الأحزاب لكن هذا المزيج غير المتجانس ليس قادرا على تحقيق غالبية في البرلمان حيث يتوقع المحللون أن يحصل على أقل بقليل من ثلث الأصوات.
المفاجأة الهولندية
يتوقع أن يحل حزب بريكست الذي أسسه نايجل فاراج المناهض لأوروبا، في بريطانيا حيث افتتحت الانتخابات، في الطليعة مستفيدا من عجز رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن تطبيق الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي. وقد دفعت الزعيمة المحافظة ثمن هذا العجز بإعلان استقالتها الوشيك الجمعة.
أما الهولنديون الذين صوتوا الخميس أيضا، فقد حققوا أول مفاجأة مع اختراق للعماليين بقيادة فرانس تيمرمانس الرجل الثاني في المفوضية الأوروبية حاليا.
ويبدو أن حزب المرشح الاشتراكي الديموقراطي المرشح لخلافة اليميني جان كلود يونكر على رأس المفوضية، يتقدم على الليبراليين والشعبويين الذين كان يتوقع فوزهم.
ويفترض أن يكون حزب الرابطة الإيطالي أحد اكبر الفائزين في عدد المقاعد في هذه الانتخابات. وكتب سالفيني الذي يعتمد على خطاب معاد للهجرة، تغريدة أرفقها بتسجيل فيديو مع رسالة تقول «لا لآورابيا» (اوروبا العربية).
أما لوبن، يتصدر حزبها نوايا التصويت متقدما على اللائحة التي يدعمها الرئيس إيمانويل ماكرون.
أما «أوروبا الأمم والحرية» الكتلة التي يتعاون فيها التجمع الوطني والرابطة في البرلمان الحالي، فتضم 37 نائبا وهو عدد قد يرتفع بأكثر من الضعف اثر الاقتراع، ويريد سالفيني أن يضيف إليه أحزابا أخرى مشككة بالوحدة الأوروبية.
ويرغب سالفيني في التعاون أيضا مع «التحالف المدني المجري» (فيديس) حزب رئيس الوزراء فيكتور أوربان الذي علقت عضويته حاليا من مجموعة المسيحيين الديموقراطيين في الحزب الشعبي الاوروبي، وما زالت نواياه للمستقبل غامضة.
لكن كل محاولات التقارب هذه تواجه صعوبات بسبب خلافات عميقة بين هذه الأحزاب، حول عدد من القضايا بينها مثلا الموقف حيال روسيا.
ويمكن أن يبقى الحزب الشعبي الأوروبي والاشتراكيون الديموقراطيون أكبر حزبين في البرلمان الأوروبي، لكن هذه الانتخابات يفترض أن تنهي قدرتهما على تشكيل غالبية وحدهما لتمرير نصوص تشريعية.
ويأمل الليبراليون في أن يصبحوا قوة لا يمكن الالتفاف عليها في البرلمان لصالح تحالف مطروح مع مؤيدي ماكرون المنتخبين. كما يأمل دعاة حماية البيئة في أن يصبحوا محاورا لا بد منه في المشهد السياسي الذي يبدو مشتتا اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وإعادة تشكل المشهد السياسي هذه ستكون حاسمة للسباق الى المناصب الأساسية في المؤسسات الأوروبية وخصوصا رئاسة المفوضية خلفا ليونكر من الحزب الشعبي الأوروبي.
وذكر المتحدث باسم البرلمان الأوروبي خاومي دوش بأنه «لا أحد يمكنه أن يصبح رئيس المفوضية بدون أن يحصل على دعم 376 من أصل 751 نائبا أوروبيا».
وسيعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي غدا الثلاثاء قمة للبحث في التعيينات المقبلة.