وهي توقد شمعة لمعرضها السنوي
فهد الصكر
يقينا لم يعد لدى العراقي أمنيات، أو أحلام يأمل أو يتمنى تحقيقها، أذ للواقع المأزوم الذي نعيشه حرائق مفتوحة الجبهات، وهي تحيط به من كل جهة، وأحيانا تحاصره حد التفكير بكيفية الخلاص منها.
انسحبت تداعيات هذا الانطباع على الكثير من الفعاليات الثقافية، ومنها التشكيلية، بعد أن غادرتنا قاعات “جاليريهات” كنا نشم من خلالها عبير الفنون الجميلة لتجارب تصب في روافد التجديد والازدهار والتطور الفني.
ومن هذا المنعطف انطلقت جمعية “كهرمانة للفنون” بزرع بذرة الأمل في هذا الفضاء الذي يشعرنا إن هناك ثمة بصيص من الضوء في اخر الدهليز.
أذ جاء المعرض السنوي للجمعية الموسوم “الفنون المرئية” والذي افتتحه مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور علي عويد العبادي ورئيس لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية النائب “سميعة الغلاب”.
أقيم المعرض على قاعة معرض المعهد الفرنسي لمجموعة من الفنانات والفنانين من شتى الأجيال، لتؤكد لنا اتساع الضوء الذي نحلم به في ظل انكسارات وإسقاطات باتت تحيط بنا، فما بالنا مع صانعي الجمال لصورة الحياة التي نحلم.
ضم المعرض الذي شارك فيه أكثر من 34 فنانة وفنان، لوحات ومنحوتات مصغرة، تمثل مدارس متعددة، وكان الموروث الشعبي الثيمة الأساس التي أشتغل عليها اغلبهم، وبرسائل ربما أراد البعض إيصالها للمسؤولين عن الواقع بغية الحفاظ على التراث الآيل للسقوط، وسط مشاريع تجارية تحت ظل “اللامعقول”.
وقالت الفنانة التشكيلية ملاك جميل رئيسة جمعية كهرمانة للفنون: من طين هذين النهرين العظيمين دجلة والفرات صنع الإنسان معجزته، بنى حضارته فكانت اثار بابل والزقورة، وأور، ولكش ، وكانت بغداد والفنون التي أودعها الانسان العراقي في العتبات المقدسة والشواخص العمرانية الفخمة، ومن رحم ذلك كله ولد الفن العراقي الحديث، نحتا ورسما وزخارف وتصميم، فنشأت دور الفنون التي تحتضن ذلك الابداع، وجمعية كهرمانة للفنون، احدى المؤسسات التي دعمت الفنون منذ عام 1991 وقدمت العديد من النشاطات الثقافية والفنية .
وأضافت: شارك في هذا المعرض السنوي للجمعية 34 فنانا تشكيليا من جيلي الرواد والشباب، بأعمال شملت الرسم والنحت والخزف وبأساليب متنوعة، وهي فرصة لتلاقح الأفكار والرؤى واستلهام مفردات الجمال.
وأعربت رئيسة لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية النائب “سميعة الغلاب”عن سعادتها ودهشتها خلال تجوالها في المعرض لما شاهدته من أعمال فنية، نفذت بالإمكانيات المتاحة لكل فنان منهم، داعية وزارة الثقافة والسياحية والاثار ان تهتم وترعى هؤلاء الفنانين، وكل من يمتلك الطاقات والمواهب في مجالات الإبداع.
وأوضح مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور علي عويد العبادي، بأن معرض “الفنون المرئية” طغى عليه طابع التميز من خلال ضمه لكل اساليب الفن “التشكيل والخزف والخط العربي وكذلك الرسم على الزجاج” كل تلك الفنون اجتمعت في بودقة واحدة وفي معرض واحد.
واشار العويد الى ان الفن التشكيلي في العراق بدء يتعافى ويشار له بالبنان عراقيا وعربيا وعالميا.
ودعا العويد جميع الفنانين التشكيليين ممن لديهم طاقات في هذا المجال الى اقامة معارضهم الفنية في أروقة وزارة الثقافة، وهذا ما يؤكد عليه دائما وزير الثقافة الدكتور عبد الأمير الحمداني، بأن وزارة الثقافة، بيت المبدعين من دون قيود تذكر.