جمال جاسم أمين
قال لي
عن الاشياء التي تتحدث
واشار الى الاشجار
كان يقصد ان الخريف هو الصمت
وان اللغة شجرة علامات
المسافات كلها
وهذه الطرق التي تتفرع كأغصان
ربما كان يقصد أن للشمس -هي الاخرى-
شجرة أكثر صفرة من الاشجار
وكل غروب يمر عليها
سيُسقط على الارض ورقة منها
هل فكّر الشاعر بمثل هذا الهرم؟
يوم تجئ الرياح على هذه الاشجار كلها
فلا يملك – وقتئذٍ –
سوى ان يذبل في الركض
او يقف ناحلاً
مثل ريشة في مهب
ايها الواقف-الان –
على اعتاب زوبعة قادمة
هذه صورة
لخزائن الوقت وهي تنفد
فلا جدوى لحديثك عن الافلاس
ولن ينفع احداً
ان يرزم حطباً من بقايا العمر
كذكرى شجر
شجر لم يبقَ من ظله
سوى انه كان ينبت هناك