باريس ـ خاصّ:
السينمات الطليعية غنية بتاريخٍ طويل، ومكثف، مثل السينما نفسها، بعد تعريف مفهوم الطليعة، وأصلها، ترسم المؤلفة “نيكول برينيه” في كتابها ” السينمات الطليعية” الذي صدر عام 2007 عن مجلة “دفاتر السينما” نظرةً عامة على المُمارسات، والخطابات السينمائية، وتضع الأسّس، وتًميز مختلف الحركات الطليعية “التاريخية”، ومن بين ثوابتها الاكتشاف الشكليّ، والقدرة على إحداث ثورة في المُمارسات النمطية، بالإضافة إلى جانبٍ جوهريّ بنفس الأهمية، هو الالتزام السياسي المُنحدر مباشرةَ من الحركة النقدية الشاسعة لعصر الأنوار.
في هذا الكتاب (35 صفحة من الحجم الصغير) تردّ المؤلفة على العديد من الأفكار المُسبقة، ومنها: فكرة أن السينما التجريبية نخبوية، وهامشية، بينما هي، وبدون هوادة، تستكشف، وتتساءل، وتعيد اكتشاف خصائص، وطاقات السينماتوغراف، في الوقت الذي تستنسخ السينما التجارية وصفاتٍ ناجحة فقط.
في هذا المعنى، ستكون السينما التجارية جزءاً محدوداً، وقاصراً من فنّ السينما، كما أن إضفاء الطابع الديمقراطي الجديد على الأدوات الإبداعية الحديثة، سوف يُسهل من ممارسات السينما الطليعية، حيث أخذ صناع الأفلام زمام مبادرة الإنتاج الذاتي، والتشارك في المعدات التقنية اللازمة، ومقولة “جان ماري شتراوب” الاستفزازية في عام 1970: “سوف تبدأ السينما عندما تختفي الصناعة” يتردد صداها اليوم مع أصداءٍ جديدة.
*نيكول برينيه، طالبةٌ سابقة في المدرسة الوطنية العُليا، وخريجة الآداب الحديثة، تقوم بتدريس السينما في جامعة باريس الأولى (السوربون)، وتُنظم عروضاً للسينما الطليعية في السينماتيك الفرنسية.
من بين منشوراتها: ظلال لجون كازافيتز(2005)، معالجة الطبقة العاملة في السينما الطليعية (2006).
أشرفت، أو شاركت في الإشراف على العديد من الكتب الجماعية:
شابة، صلبة، ونقية، تاريخ سينما الطليعة التجريبية في فرنسا(2000)، سينما/سياسة جان لوك جودار: وثائق(2006).