هيت قبلة على جبين الارض .. هيت والانوار والشعر، قصيدة حار بها صناع الحروف فأيقنوا انها جنة الدنيا وروعتها، لا يدخلها الا الراسخون في الحب والحرف، شكرا لكل من ساهم وأسهم ومن جاهد واجتهد لتكون هيت عروسة الثقافة.
ثلاثة أيام لم تكن أكثر، لكنها (هيت) استطاعت بجهد ابنائها ومثقفيها وأدباءها، ان توصل الرسالة النبيلة لكل من حضر ومن شاهد عبر الاعلام، ان العراق بأبنائه حاضر، حي لا يموت مهما حاولت غربان الشر زرع الفتن، ونثر الخبث، انما الاصل والبذرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
مهرجان هيت الثقافي لم يكن نسخة من مهرجانات عراقية سابقة، رغم تشابه الفقرات التي تنوعت ما بين كلمات الشكر والترحيب، مع القراءات الشعرية، والفعاليات الفنية والثقافية وعروض الافلام القصيرة، كل هذا حصل ومازال في اغلب المهرجانات والفعاليات الثقافية، انما ما ميز مهرجان هيت، انه اقيم في قضاء صغير، خرج توا من حرب مع الارهاب الذي أخذ منه ما اخذ من خسائر بشرية وبالمال والحلال، رغم هذا تحدت هيت وابناءها الاصلاء الظرف الاستثنائي واصرت على ان يقام المهرجان الثقافي المتنوع، وبجهود استثنائية حقا.
مهرجان هيت كان بمثابة عهد على القائمين عليه، ان يركزوا على بناء الانسان، اذ كيف لوطن ان يعمّر من دون انسان؟! فكان ما كان وحكاية من هذا الزمان، واقيمت الفعاليات الخاصة بالمهرجان، وسط احتفاء الكل بالكل
ما لفت نظري واستولى على اعجابي، طريقة انصات الاطفال لكل فعاليات المهرجان، فبعد ازدحام القاعة بالضيوف والحضور من ابناء هيت، زينت الباحة الخارجية، بشاشة تنقل مباشرة تلك الفعاليات من قراءات شعرية الى الحفلات الغنائية، فكانوا منصتين بطريقة ناضجة دعتني الى تقبيل اياديهم ورؤوسهم، فشكرا لهم ولكل من نذر وقته وجهده من أجل نجاح المهرجان وحسن تنظيمه، ختاما اقول في كل مهرجانات العالم الثقافية والفنية التي تقام في مدن مستقرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا وووو الخ، هناك اخفاقات او ملاحظات او اخطاء كان ممكن تجاوزها، وفي اغلب مهرجانات العالم التي تدعم كليا من قبل الدولة او المؤسسات العالمية، هناك اخفاقات، في مهرجان الجونة السينمائي والمدعوم كليا من قبل رجال الاعمال في مصر كانت هناك اخفاقات من وجهة نظر البعض، لكن ذلك لم يؤثر على نجاحه، ولكن الموضوع مختلف في قضاء خرج توا من حرب مع اشرس واخطر عدو تخشاه اقوى دول العالم المتقدم، ومعتمدا على طاقات ابنائه ودعمهم الخاص مع جهود المجلس المحلي للقضاء، الامر يختلف ولا يمكن ان نشتت روعة المشهد بمجموعة ملاحظات لن تؤثر على حجم النجاح والتفوق، وحسن الاستقبال وكرم أهل هيت، اذن لنقل لهيت شكرا اليوم وكل يوم، ولندعو للعراق من اقصى شماله الى جنوبه ان يكون قبلة للثقافة والفرح للعراقيين والعرب والعالم، وكل عام وانتم بخير.
حذام يوسف طاهر