محمد فاضل
هذه الحياةُ تميل كثيرًا
تميلُ الى حَدٍ ما
إلى كوب شايٍ قديم
بلونهِ الأبيض
إلى أسنانِ طفل بَريء
يرمي بها إلى الشمسِ
والمذهلُ أنها تختفي بحق
إلى تساقطِ الأوراق
في موسم الخريف
الأوراقِ التي تطيرُ بعيداً
عن الشجرة الأم، ولا تعود
إلى عَينينِ مُرهقتينِ
من فرطِ التدخين
في أواخر الليل
إلى سمكةِ زينة
لا تعرف ما الغاية
من هذا الوجود
ولا تعرف حتى
ما الغاية من هذا السؤال ..
هذه الحياةُ تميلُ كثيرًا
تميل إلى حَدٍ ما
إلى ليلةٍ باردةٍ نقضيها في المنزل
إلى دفءِ العائلة،
إلى مائدةٍ طويلة،
إلى الصحون العميقةِ على المائدةِ،
إلى الحساء الساخن،
إلى موجة ضحك تَسرقُ الجميعَ
من أحاديثهم المزيفة
هذه الحياةُ تميلُ كثيرًا
تميلُ إلى حَدٍ ما
إلى أسرةٍ في الجانب الآخر
من العالم
تبحث عن بقايا منزل
تبحث عن قطرة ماء
تبحث عن فائدة
من هذا البقاء المُعتمْ فقط ..
هذه الحياةُ تميلُ كثيرًا
تميل الى حَدٍ ما
إلى الشَّمسِ
عند الغروب الأخير
إلى الظلامِ
إلى أعلى الجبل
إلى حافةِ المدينة
إلى ثوبِ أنثى
إلى نظرةِ أنثى
إلى نظراتك أنتِ
إلى هذه المحرقة
والنيرانِ التي تشتعل بداخلي
عندما تغيبين
هذا الحياةُ تميلُ إلى الإصفرار كثيرًا
بمتعةٍ وعذاب ما..