ألزمهم عدم التلاعب بالمرضى وترويج الأدوية
بغداد – الصباح الجديد:
ما يزال الأطباء في عموم البلاد يكتبون وصفاتهم للمرضى يدويا وبما يتيح لهم تشفيرها بالاتفاق مع صيادلة بعينهم نظير عمولات يتحملها أولئك المرضى، الأمر الذي دعا نقابتهم في العام الماضي الى اصدار امر يقضي بكتابة الوصفة آليا، تفاديا للتلاعب بالمرضى وصحة المواطنين الذين باتوا يعانون ارتفاع أسعار الدواء وتناول ادوية مهربة او منتهية الصلاحية.
وعلى الرغم من دخول أمر نقابة الأطباء، بإلزام الأطباء بطباعة الوصفة الطبية بدءاً من الأول من شهر آذار الجاري الإ أنه لم ينفذ حتى الآن ، وما زال غالبية الأطباء يصدرون الوصفة بخط اليد وعدم تنفيذ الأمر النقابي.
وكانت نقابة الأطباء، أصدرت في 3 من كانون الأول قراراً يلزم الأطباء بطباعة جميع الوصفات الطبية بدل الخط باليد بدءاً من الاول من آذار الجاري ، وجاء في أمر نقابي “قرر مجلس نقابة أطباء العراق، طباعة الوصفة الطبية بواسطة الآلة الطابعة، ولن تقبل أي وصفة تكتب بخط اليد بعد تاريخ 2019/3/1”.
ودعت النقابة الصيدليات كافة الى “عدم صرف الوصفات الطبية المكتوبة بخط اليد بعد التاريخ المذكور أعلاه”.
يشار الى ان بعض ضعف النفوس من المحسوبين على مهنة الطب في العراق بدأوا مؤخراً بكتابة الوصفات الطبية بلغة غير مفهومة (مشفرة) لا تفهما الإ صيدلة معينة من أجل حصر صرف الدواء والشراء منها باتفاق بين الطبيب والصيدلاني لكسب المال وعدم شراء الدواء من مكان آخر ما يشجع على إحتكار وغلاء الأسعار.
فيما أعلنت وزارة الصحة بالتنسيق مع نقابة الاطباء، في 28 شباط الماضي عن قرب إطلاق مشروع الوصفة الالكترونية في العيادات الخاصة.
وافاد رئيس لجنة التسعيرة الدوائية وقسم الصيدلة في الوزارة الدكتور نوفل عبد الكريم في تصريح صحفي “بأن نقابة الاطباء فاتحت الوزارة لاطلاق مشروع الوصفة الالكترونية في العيادات الخاصة، من خلال طباعتها الكترونيا بالعيادات، منوها بأن النقابة اتمت استعدادات تنفيذ المشروع، ممثلة بالحاسبات داخل العيادة وتحديد الشخص الذي سيطبعها سواء كان الطبيب او موظفا يعمل داخل العيادة”.
واوضح ان الوزارة “بصدد تزويد النقابة بقائمة أسماء الادوية المعتمدة بالوصفة دون غيرها والتي يجب ان تكون مفحوصة ورسمية ومسجلة لدى الوزارة ضمن اجراءاتها في عدم تداول الادوية المهربة التي دخلت البلاد بشكل غير رسمي، الى جانب آليات اخرى سيتم اعتمادها لتنفيذ هذا القرار”.
واوضح عبد الكريم، ان “الهدف من تنفيذ المشروع، هو معالجة اشكالات الخط غير الواضح للوصفة الطبية الذي تترتب عليه مضار عدة على صحة المريض، لاسيما ان أخطاء قراءة الوصفة باتت واسعة الانتشار، فضلا عن ان هنالك الكثير من التشابه بين اسماء بعض الادوية، مؤكدا ان الطباعة ستقضي على احتمالات الخطأ”.
وافصح عن «وجود تواطؤ يحصل أحيانا بين الطبيب وصيدلية معينة من خلال رموز واشارات بينهما تمثل اسماء الادوية، ولا يمكن لاي صيدلية اخرى صرفها، لذا فان الاجراء سيضع حدا لهذه الظاهرة، منوها بأن لدى النقابة تنسيقا عاليا مع الوزارة لاصدار هذا التعميم قريبا ومراقبـة مـدى تنفيـذه مــن قبـل العيـادات الخاصـة».