العمليات الاستباقية والجهد الاستخباري..السلاح الفعال ضد الارهابيين
نينوى ـ خدر خلات:
ذكر مصدر أمني عراقي مطلع في محافظة نينوى، ان الاجهزة الامنية لا تأخذ معلوماتها من المصادر الاعلامية لكنها تهتم بذلك وتتابع بعض التسريبات، مشيرا الى ان العمليات الاستباقية والجهد الاستخباري هما السلاح الفعال لملاحقة بقايا التنظيم الارهابي وكل من يريد العبث بأمن نينوى واستقرارها.
وقال المصدر في حديث لـ “الصباح الجديد” شريطة عدم كشف اسمه ان “العمليات الارهابية والاجرامية التي وقعت في نينوى منذ تحريرها قبل نحو 20 شهرا، اعمال جبانة بطبيعة الحال، لكنها عمليات محدودة جدا، وهي لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة، ورغم ذلك فان الاجهزة الامنية تطمح لاحباط اية عملية من هذا النوع التي قد تؤثر في الواقع الامني وفي نفسية ابناء نينوى”.
واضاف “بخصوص ما يتم تداوله في الاعلام حول الاوضاع الامنية بنينوى وما يصدر من تصريحات من قبل سياسيين ونواب وحتى صحفيين واعلاميين بل وايضا نشطاء مدنيين من ابناء في نينوى، فاننا نهتم بها بطبيعة الحال، ونلاحق وندقق في بعض ما يتم طرحه، واحيانا نتقصى ما يتم تسريبه من خلالهم من معلومات تمس صميم عملنا، لكننا لا يمكن ان نأخذ بتلك المعلومات بشكل كامل، لأنه لدينا مصادرنا ومراجعنا وقياداتنا”.
ولفت المتحدث الى ان “العمليات الارهابية والاجرامية كانت متوقعة في محافظة نينوى، لان مساحة نينوى شاسعة جدا ونحو ثلثيها هي مناطق صحراوية ترتبط بمناطق في صلاح الدين والانبار، فضلا عن الحدود مع سوريا التي تشهد نشاطا ارهابيا بسبب سيطرة داعش على اغلب المناطق المتاخمة لنينوى في الجانب السوري، بالرغم من ان مناطق نفوذ داعش بدأت تتلاشي وتنحصر بمناطق صغيرة، لكن بسبب طبيعة الاراضي التي تفصل بين الجانبين يبقى نشاط الجماعات الارهابية متاحا لهم، لكن ليس الى الابد”.
وتابع “نينوى او بعض مدنها كانت من ابرز معاقل داعش، ومن الطبيعي ان تقع بعض الاعمال الارهابية فيها، بالرغم من ان اجهزتنا الامنية احبطت الكثير من تلك العمليات، وهذا بفضل العمليات الاستباقية والجهد الاستخباري، اضافة لتعاون الاهالي معنا الذي هو باحسن مستوياته، ولولا دعم الاهالي ومعلوماتهم الامنية لربما كان الوضع غير ما نحن عليه حاليا”.
واشار المصدر الى ان “العمليات الاستباقية ستستمر في ملاحقة بقايا الجماعات الارهابية والاجرامية، والجهد الاستخباري سيبقى واحدا من امضى الاسلحة التي يمكن من خلالها ان نرسخ الامن والاستقرار في نينوى”.
وخلال اعدادنا لهذا التقرير الصحفي، كشف قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري عن “شن عمليات استباقية لملاحقة خلايا وفلول تنظيم داعش الارهابي في عموم المحافظة من قبل قطعات الجيش المتواجدة في الموصل وبمشاركة الاجهزة الامنية”، مشيرا الى انها “ستستمر لعدة ايام كي لا يتم إعطاء اي فرصة لداعش من التحرك وتنظيم نفسه من جديد”.
بدوره، اعلن اللواء الركن حمد نامس الجبوري قائد شرطة محافظة نينوى، ان “مديرية شرطة تلكيف التابعة لقيادة شرطة نينوى وبناءً على معلومات إستخبارية دقيقة القت القبض على أحد عناصر عصابات داعش الإرهابية والذي يدعى ( إ ع خ ) كان يعمل فيما تسمى المحكمة الشرعية لداعش في قضاء تلعفر، وهو المسؤول عن إصدار حكم القتل بحق أحد المواطنين الأبرياء خلال فترة سيطرة عصابات داعش الإجرامية على مدينة الموصل حسب إدعاء وإفادة المشتكية والدة المواطن المقتول وإفادات الشهود، و تم القبض عليه بعد عودته من تركيا في سيطرة سد الموصل شمالي لموصل.
فيما كشف ناشطون موصليون عن موقف بطولي لمجموعة من المواطنين ضد داعشي متخفي، حيث انه في صناعة الكرامة (ايسر المدينة) تعرّف احد المواطنين على احد عناصر داعش وقام بجمع الناس واقسم ان هذا الرجل داعشي، وعند ذلك حاول الداعشي الهرب، لكن المواطنين لحقوا به وامسكوه وقيدوه، وبرغم مقاومته لهم تمكنوا من نقله الى تقاطع التأميم ووضعوه في كابينة شرطة المرور، الى حين وصول قوة امنية قامت بتسلمه، ونقله لاحد مقراتها للتحقيق معه.
وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت عن تحرير الموصل بالكامل في نهاية تموز /يوليو 2017 من قبضة عصابات داعش الارهابية، وبع مضي 14 شهرا تقريبا وقع اول انفجار بواسطة سيارة مفخخة في مركز ناحية القيارة (60 كلم جنوب الموصل) اسفر عن استشهاد 6 أشخاص بينهما جنديان، وإصابة 39 آخرون بجروح.
اعقب ذلك تفجير مفخخة قرب مطعم ابو ليلى (بإيمن المدينة) في نهاية الاسبوع الاول من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، اسفر عن استشهاد اربعة اشخاص واصابة 12 شخصا، جميعهم من المدنيين.
التفجير الاخر كان قد استهدف سوقا شعبيا بمدينة تلعفر (56 كلم غرب الموصل) بسيارة مفخخة والذي وقع في 25 كانون الاول/ديسمبر 2018 واسفر عن استشهاد شخصين اثنين وإصابة ثمانية اخرين.
ثم كان التفجير الاخر قد وقع في الـ 28 من شباط/ فبراير المنصرم في منطقة المجموعة الثقافية (الجامعة)، عبر سيارة مركونة اسفر عن استشهاد مواطنين اثنين و 8 جرحى، فيما الانفجار الاخير وقع الجمعة الماضية بحي المثنى عبر سيارة مركونة، وكان يستهدف ضابطا امنيا رفيعا على وفق تسريبات، واسفر عن استشهاد عنصر امني وفتاة لم تتجاوز الثانية عشرة، فضلا عن جرح نحو 10 مواطنين باصابات متفاوتة.