– 1 –
من المرعب أنْ يمتد الفساد أفقيا ليصل الى الأدوية، تلك التي يرتجى منها ان تكون المنقذة من الحالات المرضية، واذا بها تُصبح سموماً تلتهمها أجسادُ المرضى لتدفع بهم الى الهاوية ..!!
أيُّ فرق بين الأدوية الفاسدة وبين النفايات التي لابُدَّ من إلقائها في المزابل ؟!
وأيةُ لعبةِ فسادٍ هذه، وهي تستهين بحياة المواطنين ولا تحسب لا لأنسانيتهم ولا لكرامتهم اي حساب ؟!
انّ أطناناً من الادوية الفاسدة عُثر عليها مؤخراً في بغداد،وهي في طريقها الى السوق لتفتك بالناس دون هوادة، من أجل حفنةٍ من الأرباح تلتهمها عناصرُ لئيمة لا تملك ذرة من دين أو خلق ..
وقد ماتت ضمائرها وأفلست افلاسا كاملاً من كلّ القيم السماوية والأرضية …
– 2 –
إنّ بيع الأكفان مكروهٌ في الفقه الاسلامي ..
ومن الواضح أنّ بائع الأكفان اذا ما واجه حالةً من الركود وقلّة الزبائن يعتريه شيء من الضيق النفسي ..!!
وهذا الضيق معناه أنه راغب في موت الناس
وهذا هو سرّ الكراهة …
وباعةُ الأدوية الفاسدة لا يملكون من الاحاسيس ما يجعلهم عارفين بحجم هذه الجريمة المروعة ..، أو أنهم يُدركون ولا يبالون ، وهذه أقبح وأتعس …
لقد أعمى المالُ أبصارهم، وبصائرهم وطلّقوا الوطنية والانسانية الى غير رجعة .
– 3 –
والسؤال الآن :
أينَ هي لجان الفحص والتحقق من سلامة ما يُعرض من الادوية في الاسواق ؟
وأينَ هي العقوبات الرادعة عن هذه الجرائم المنكرة ؟
ولماذا لا تحتل هذه القضية من اهتمام الجهات المختصة الحجم المناسب لها ؟
– 4 –
انّ شيوع الفساد المالي والاداري في البلاد أدى عمليا الى امكانية افلات معظم المجرمين من العقاب،
وهذه هي الكارثة الكبرى .
– 5 –
ان المواطنين يشهدون الصراعاتِ المستمرة بين السياسيين من أجل المزيد من المكاسب والامتيازات، ولا يشهدون منهم أيَّ مظهر من مظاهر الاهتمام بالمواطن العراقي، حتى في مجال الصحة ..!!
وهكذا يزدادون غضبا وألما .
– 6 –
ان الاشتباك بالايدي وبالكراسي أحياناً ،وفي جلسات رسمية، أصبح مسألةً مألوفة بمجرد الاختلاف على موقع معيّن تريده هذه الجهة لصاحبها ولا ترضى الجهة الاخرى بذلك، وتصر على انَّه لها ..!!
والمواطن العراقي يغص بالمشهد ويقول :
هل غضبتم من أجلنا ولشأنٍ من شؤوننا ولو لمرّة واحدة ؟!
واذا كان ذلك قد حصل ، فمتى حصل ؟
وفي أيّ شأن ؟
انّ أوجاع المواطن العراقي كثيرة وكبيرة ، ولكنّ أهمّها على الاطلاق وجع الاحساس بنسيان معاناته المستمرة، في قضايا الصحة والتعليم كما هي في قضايا البطالة، ناهيك عن مشكلاته في الماء والكهرباء والسكن وانهيار البنى التحتية ..
ولا أدري أين المسؤولون من كل ذلك ؟
هل هم في سكَرة النوم ؟
أم انّهم في سَكْرةِ غرورِ السلطة ؟
أم أنهم يعيشون أوهام القيام بما عليهم ؟
أم أنهم مشغولون بأنفسهم كما هو الحال في كثير من مجالس المحافظات –للأسف الشديد – ؟
حسين الصدر