هناك بعض العادات الاجتماعية التي تتسم بالتخلف والسطحية، ودائماً ما تكون الفتاة ضحية لهذه الاعتقادات الخاطئة، اذ شكت أحدى الصديقات قبل مدة قصيرة من رفض أهلها لـ « حبيبها « الذي كانت تنتظر ان يجد فرصة عمل كي يتقدم لخطبتها وما ان حقق ذلك وجاء ليطلب يدها للزواج، حتى صدم برد الاب الذي تحجج بكون اختها الكبرى لم تتزوج بعد، وما كان منها الا ان تحترم رغبة والدها واحترام مشاعر اختها.
كانت تكوى بين نارين نار الحبيب الذي هدد بتركها إذا لم تقنع والدها بالرجوع عن قراره، ونار العائلة التي ترفض تزويج البنت الصغرى قبل الكبرى خوفاً من المجتمع الذي سيتكلم عن الكبرى ويثير العديد من التساؤلات ويطلق الشائعات من دون مبرر.
وبالتالي لا نجني غير الحزن والضياع لزهرات فقدن الحبيب لا لـ ذنب سوى ان الأخت الكبرى لم تتزوج بعد.
متجاهلين ان الأخت الكبرى هي انسانة لها مشاعر واحاسيس وربما هذه الأمور تزعجها أكثر كونها كانت السبب في فراق اختها عن حبيبها. وستظل نظرة الأخت الصغرى لها بشيء من الملامة والحزن، أمور نفسية وضغوطات كثيرة تواجهها الفتاة التي لم تتزوج في مجتمع متخلف ينظر للمرأة على انها خلقت للزواج فقط.
ففي حال زوجت الصغرى اولاً تظل الكبرى تعاني من بعض الناس المرضى الذين يتعمدون كثرة التساؤلات التي تسبب الحرج الشديد لها وتجعلها عرضة للنظرات والمقارنات في أية مناسبة، الأمر الذي ينعكس سلباً على نفسيتها وحياتها.
ودائماً يرضخ الأهالي لمسايرة المجتمع ولا يقفون او حتى يحاولون تغيير نظرتهِ المريضة لبعض الأمور السطحية التي ممكن ان تقضي على سعادة أبنائهم سواء من الاناث او الذكور، فهناك الكثير من الأمور البسيطة التي جعلها التخلف والاستبداد بالرأي قضايا كبيرة ومنها (فسخ الخطوبة هذا الحق المحرم عرفياً عند البعض، وكذلك الطلاق وعدم استقبال البعض لبناتهم او يشترطون عليها ترك اطفالها « لطليقها «، إضافة الى رفض فكرة تزويج البنت الصغرى قبل الكبرى…و ..و .. وغيرها)، من المشكلات التي تواجه الفتاة في بلاد ساد العرف الاجتماعي فيه على الدين والقانون.
زينب الحسني
الأخت الكبرى.. وظلم المجتمع
التعليقات مغلقة