دعوات الى دعم هذا القطاع الحيوي
نينوى ـ خدر خلات:
في الربيع الثاني بعد التحرير من قبضة داعش الارهابي، تعود خلايا نحل العسل الى براري ومزارع سهل نينوى بنحو خجول، وسط دعوات الى الجهات الحكومية بتقديم الدعم لهذا القطاع الحيوي بنحو اسرع وبطرائق اكثر نجاعة وفاعلية، علما انه بسبب اجتياح داعش لاغلـب اجـزاء محافظـة نينـوى فقد تم فقدان اكثر من 8 الاف خلية منتجة لواحد من افضل انـواع العسـل الطبيعـي.
يقول المهندس الزراعي الاقدم، سليمان عمر علي، في حديث الى “الصباح الجديد” ان سهل نينوى اضافة لمناطق سنجار كان يعج بمربي نحل العسل، لعقود عديدة مضت، وبدأ هذا القطاع يزدهر بعد عام 2003 بسبب الوفرة المالية وبسبب الدعم لهذا القطاع، علما ان العسل المنتج في هذه المناطق من افضل الانواع، لان هذه المناطق تعد من المناطق غير مضمونة الامطار وفيها شتى انواع الزهور البرية واشجار الفواكه إضافة الى تنوعها الطبوغرافي ما بين مناطق سهلية وجبلية ومنبسطة، وحتى صحراوية في بعض أجزائها، خاصة جنوبي قضاء سنجار”.
وتابع “بعد اجتياح عصابات داعش الارهابية لمحافظة نينوى في صيف عام 2014، نفقت اغلب خلايا نحل العسل، مع سرقة القسم الاخر، لان عملية تربيتها تحتاج لعناية مستمرة طوال العام، وليس فقط في مواسم انتاج العسل، ففي ناحية بعشيقة مثلا، كان هنالك نحو 1500 خلية، تم نهبها بالكامل، ونحن لا نملك ارقاما دقيقة عن عدد خلايا النحل في قضائي سنجار والحمدانية في تلك الفترة لان الكثير من مربي النحل لم يسجلوا انفسهم في جمعيات ونقابات مربي النحل”.
وتقول مصادر غير رسمية، ان عدد خلايا النحل في سهل نينوى وسنجار كان يبلغ نحو 8 الاف خلية عام 2012.
وبحسب المهندس الاقدم سليمان عمر علي فانه “ينبغي بالجهات الحكومية في بغداد واربيل ان تقدم المزيد من الدعم لهذا القطاع الحيوي، وبنحو سريع وبأساليب اكثر نجاعة، من خلال توفير المبيدات الحشرية للافات التي تستهدف نحل العسل، ومصائد لطائر الخضيري وللزنابير التي تعد من اخطر اعداء النحل، اضافة لبعض الافات الاخرى”.
وتابع “من المخاطر التي تهدد خلايا النحل هو رش المبيدات الحشرية في الحقول بنحو عشوائي، كما ان تربية النحل في مناطق سكنية يهددها ايضا ويقلل من انتاجيتها، والافضل تربيتها في مزارع بعيدة نسبيا عن المناطق الاهلة بالسكان”.
وبشأن نوعية الدعم الذي يمكن تقديمه للنحالين، افاد بالقول “ينبغي تقديم خلايا نحل عسل، والصناديق البلاستيكية، وقروض مالية اضافة الى المعدات الاخرى الضرورية، علما انه ينبغي شمول من يملك ما لايقل عن 60 خلية بهذا الدعم فحسب، مع تشجيع من يملك عدد اقل على العناية بها لرفع عددها للحصول على الفائدة الاقتصادية المرجوة من تربيتها”.
منوها الى انه “من خلال الدعم الحكومي لهذا القطاع الحيوي، فان عدد خلايا النحل في سهل نينوى ستعود لطبيعتها في غضون سنوات قليلة”.
ويشار الى ان رئيس جمعية النحالين العراقيين قاسم المظفر، قد كشف في حوار صحفي عام 2013 أن العراق ينتج ألف طن من العسل سنويا، وان نصف هذا الأنتاج يأتي من اقليم كردستان، مبينا انه “ليس هناك إستثمار فعلي في تربية النحل في العراق، وإنما هناك مربون ناشئون، وقليل من بينهم محترفون، وأوضح ان أساس عمل هؤلاء المربين الجدد يعتمد على الترحال، بمعنى انهم نحالون مرتحلون حسب المناطق التي تكثر فيها مصادر غذاء النحل وهي موجودة في أوقات متفاوتة”.
وأوضح المظفر أن “هناك إحصائية رسمية أصدرتها وزارة الزراعة تقول أن عدد خلايا النحل الموجودة في العراق، ما عدا اقليم كردستان، يصل إلى 100 ألف خلية في حين ان الجمعية تقدر الموجود بخمسين ألف خلية، معللة ذلك بوجود إجازات مناحل لغرض الإقتراض من الحكومة.
وبخصوص عدد خلايا النحل الموجودة في إقليم كردستان العراق، قال المظفر أن تربية النحل منتعشة في كردستان بسبب الطبيعة الجبلية والجو المعتدل ودعم حكومة الاقليم للنحالين، منوها أن عدد خلايا النحل هناك حسب الإحصائيات الرسمية يبلغ 150 ألف خلية، لكنه هذا الرقم مبالغ فيه، والقصد من المبالغة أحيانا الافادة من الدعم الحكومي”.