التنظيم يلجأ لأبشع أساليب الاحتماء بين المدنيين
نينوى ـ خدر خلات:
فوضى عارمة تسود بصفوف تنظيم داعش الارهابي بالجانب الايمن من مدينة الموصل، وفيما تم رصد اختفاء عشرات العائلات من الإرهابيين الأجانب، لا يتوانى التنظيم المتطرف على استعمال ابشع الطرق للاحتماء بين المدنيين تهرباً من الضربات الجوية ولتحييد بعض الاسلحة لقواتنا الامنية.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “فوضى عارمة تسود بين صفوف تنظيم داعش الارهابي في الجانب الايمن من مدينة الموصل مع تقدم القوات العراقية في الاحياء الجنوبية والشرقية منه، فضلا عن الضغط المستمر على المحور الغربي، والسيطرة النارية على الطريق الرئيس الرابط بين الموصل وتلعفر”.
واضاف “عناصر تنظيم داعش الارهابي باتوا على شكل مجاميع منفصلة، وكل مجموعة تتصرف بمفردها، حيث مجاميع تقوم بمداهمة بيوت والبحث عن اجهزة اتصالات بينما هدفهم هو السرقة، ومجاميع اخرى باتت تحطم بعض المحال التجارية وتنهب محتوياتها الثمينة، فيما مجاميع اخرى تزرع عبوات ناسفة في مناطق ما زالت ماهولة بالسكان ولم تقترب منها القوات الامنية”.
ولفت المصدر الى ان “عناصر داعش المحليين باتوا غير مبالين باي شيء باستثناء السرقات ومحاولة الهرب من الجانب الايمن باتجاه المناطق الغربية على امل الحصول على فرصة للوصول الى منطقة الجزيرة الصحراوية، فيما تم رصد اختفاء العشرات من العائلات الإرهابية الاجنبية، حيث لاحظ السكان المحليون اختفاء تلك العائلات في ليلة وضحاها”.
وتابع “على وفق مصادرنا فان العديد من تلك العائلات توجهت الى ناحية بادوش (25 كلم غرب الموصل) وتوزعت بين القرى فيها، علماً انهم تركوا بيوتهم ومحتوياتها التي اغلبها من المسروقات العائدة لمهجرين من مدينة الموصل واطرافها”.
واشار المصدر الى ان “التنظيم الارهابي لا يتوانى عن اللجوء لابشع الوسائل لاستعمال الاهالي كدروع بشرية والاحتماء بهم من الضربات الجوية و لتحييد بعض الاسلحة للقوات الامنية العراقية”.
ومضى بالقول “مفارز التنظيم القتالية تقوم بحفر مواضع داخل الحدائق بالمنازل الاهلة بالسكان، كما ان قناصيهم يتعمدون اتخاذ من اسطح المنازل المرتفعة نسبياً كمواقع لهم، مع قيام التنظيم باستحداث فتحات بين المنازل المأهولة والتنقل بينها كلما استدعت الحاجة”.
ونوه المصدر الى “التنظيم المتطرف يقوم باجبار الاهالي في الاحياء الساخنة كالجوسق والطيران ووادي حجر بالتراجع معه الى عمق الجانب الايمن، ويهدد بقتل من يفكر بالهرب الى القوات الامنية، علما انه بمنطقتي المحطة والعكيدات قام داعش بتجميع الاهالي بالمدارس ونصب مدافع هاون في ساحاتها واستهداف القوات الامنية التي تقترب من تلك الاحياء”.
الجانب المخفي من
معركة ايمن الموصل
كشف ناشطون موصليون عن الوجه المخفي من معركة تحرير الجانب الايمن، والتي تتمثل في معاناة السكان من الجوع وغياب الخدمات فضلا عن القصف الجوي الرهيب والقصف المدفعي الذكي بالقذائف الثقيلة.
ويقول ناشطون موصليون ان استمرار المعركة سيعمق من معاناة السكان الذين يتضور اغلبهم جوعا، فيما اغلب المحال التجارية اقفلت ابوابها منذ نحو اسبوع بسبب المعارك او بسبب نفاد محتوياتها، فيما فضل آخرون على نقل بضائعهم لمنازلهم خشية نهبها من قبل عناصر داعش او من قبل ضعاف النفوس.
وبات الاهالي يعتمدون على مياه الابار غير الصالحة للشرب، والعودة الى استعمال معدات بدائية للانارة ليلا كالفانوس و اللالة.
فيما ابتكر بعض اهالي الموصل طريقة لشحن هواتفهم النقالة باستعمال بطاريات جافة بسبب غياب الكهرباء الوطنية منذ اندلاع معارك تحرير الجانب الايمن.