بغداد – سمير خليل:
لا يختلف اثنان على أن أهم ندماء الإنسان من الأشربة هو الشاي، ذلك السائل العجيب الذي سحر الناس وجعلهم لا يستطيعون الاستغناء عنه، لذلك ارتبط الشاي بحياتنا رباطا متينا لا فكاك منه.
ولا يحلو الصباح ولا بدايته دون قدح من الشاي، فهو عمود المائدة الصباحية سواء شربته خالصا أو مع الحليب، ونادرا ما تجد شخصا يكره الشاي أو لا يشربه، فهذا من الحالات النادرة مع وجودها.
اسم الشاي مشتق من اللغة الفارسية ” chây” تشاي أو چای، وهي كلمة مشتقة من أصول صينية “茶” تشا كنطق شمال الصين، وهي اسم الشجرة أو الشجيرة التي تستخرج منها الأوراق لتحضير الشاي.
ويعتقد البعض أن أصل الشاي من الهنود الحمر، وهذه المعلومة خاطئة، إذ تشير مصادر البحث كالموسوعة البريطانية وغيرها إلى أن أصل الشاي هو بلاد الصين. ومنها انتشر تناوله في كثير من مناطق آسيا منذ خمسة آلاف عام.
ويعد الشاي من أشهر مشروبات العالم وأمتعها، وهو يأتي بالمرتبة الاولى من المشروبات، في أشكال ومذاقات مختلفة تتلوّن أقداح الشاي على الموائد مشروباً لذيذاً منعشاً، يتطلّب إعداده من ثلاث الى خمس دقائق، كما يختلف الناس في تناول الشاي فبعضهم يحبه حلو المذاق وبعضهم الآخر يفضله مع حليب وآخرون يكتفون به صافياً فلا يزيدون على طعمه طعماً.
والشاي مشروب يوحد كل الطبقات وهو المفضل لدى الغني والفقير، يتناوله الجميع لتوفره ورخص ثمنه، بالإضافة الى انه مصدر رزق، للكثيرين، حيث تنتشر المقاهي والكافيهات في كل دول العالم بأعداد لا حصر لها، يعمل فيها الآلاف وربما الملايين من العمال.
وتتنوع أشكال الشاي مثلما تتنوع أسماؤه، فالأشهر هو الشاي الأسود الذي يتسيد الأجواء في كل أنحاء العالم، ثم الأخضر والأبيض، وشاي الاعشاب وشاي البابونج وشاي الكركديه والشاي الأحمر.
ويعد الشاي من أكثر الأغذية المفيدة صحيا لجسم الانسان، فهو يعمل على تعزيز صحة القلب ويقلل من نسبة السكر في الدم والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية والسمنة، وكذلك تحسين صحة الجهاز الهضمي وتقليل ضغط الدم، وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، ويقلل كذلك نسبة السكر في الدم، ويحمي من خطر الإصابة بالسرطان، وتحسين وظائف المخ، وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر والباركنسون وحماية الكبد، ويمنع انسداد الشرايين، وتقليل خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، كما ويعزز المناعة في جسم الانسان.
وقد يعتقد البعض ويقف عند فوائد الشاي فقط دون معرفة أضراره، والتي تتمثل في أن تناول ما يزيد عن 4 أقداح يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية، فهو يعمل على تقليل امتصاص الحديد، والمعاناة من القلق والتوتر والأرق ومشاكل النوم، والمعاناة من آلام في المعدة، المعاناة من الصداع، والشعور بالدوار أو الدوخة، كما انه يسبب مضاعفات للمرأة الحامل مثل الإجهاض أو قلة وزن الطفل المولود.
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يوم 21 أيار من كل هو يوم عالمي للشاي، يسلط فيه الضوء على المرأة ودورها في قطاع الشاي. كما أنه فرصة للاحتفال بالتراث الثقافي والفوائد الصحية والأهمية الاقتصادية للشاي، مع العمل على جعل إنتاجه مستدامًا “من المحصول إلى القدح” لضمان استمرار فوائده للناس والثقافات والبيئة لأجيال عديدة.
ويُراد بهذا اليوم تعزيز الإجراءات الجمعية لتنفيذ الأنشطة الداعمة لإنتاج الشاي واستهلاكه على نحو مستدام، وإذكاء الوعي بأهمية الشاي في مكافحة الجوع والفقر.