سمير خليل
على قاعة اكد في بغداد نظم ثلاثة نحاتين معرضا خاصا لأعمالهم التي بلغت ثمانية عشر عملا.
النحاتون هيثم حسن ورضا فرحان ونجم القيسي قدمو افكارا ومضامين طوعت المعدن والبسته رداء الجمال وفسحة للتأمل، تنوعت الاشكال والاحجام لكنها ظلت داخل الاطار الجمالي الذي وضعه المبدعون الثلاثة، المعرض شكل دعوة ورسالة لسمو فن النحت واعادة بريقه وتوهجه بين مختلف الفنون.
صاحب فكرة المعرض واحد المشاركين فيه هيثم حسن قال:
انا من دعيت نجم القيسي ورضا فرحان لإقامة هذا المعرض، لشعوري ان النحت العراقي يكبو، اردنا ان نعطي نهضة للنحت العراقي في هذا المعرض وكذلك في معرض جماعة ازاميل السبت المقبل بمشاركة 14 نحاتا من اهم النحاتين في العراق، كي نعيد الق النحت العراقي اوهيبة النحت العراقي التي اظن انها كسرت من زمان، النحت شحيح لانه مكلف اولا، البرونز والصب كلها مكلفة، حقيقة نحن النحاتين في العراق خاصة لم نتجاوز مرحلة البرونز في حين ان العالم تناول مواد مختلفة بالنحت، كالبلاستك والحجر من فترة طويلة، نحن متقوقعين على البرونز لاعتقادنا انه هو النحت ومع كل هذا فهو مادة مكلفة، في حين ان هناك موادا اخرى غير مكلفة ويمكن ان يخرج منها فنا، اكرر معرضنا هذا محاولة لإعادة الهيبة لنحت العراقي، خطوة اولى بهذا الاتجاه، كل فنان منا شارك بست اعمال، كل واحد بموضوعه وقيمته، اخترت المشاركة مع رضا ونجم لانهما اكثر النحاتين اليوم مثابرة واجتهادا بالنحت العراقي».
اما نجم القيسي فقال:
انا دائما ما اتناول موضوعة معينة لان الفنان يعكس واقع مجتمعه، نحن مررنا بظروف صعبة لذلك يجب ان نوثق بشكل فني مثلما وصلنا تاريخنا بشكل منحوتات، وعرفنا تاريخنا على شكل منحوتات حتى نعرف انها حضارة طينية وصلت التاريخ من خلال المنحوتات، لذلك عسى ان نوصل لأجيالنا القادمة».
ويضيف: نحاول ان نتغلب على صعوبات العمل بتراكم الخبرة، الدراسة والمعرفة والتواصل، أحب ان اكون تقنيا، التقنية عكستها في اعمالي، في الموضوع الذي اختاره، وكما ترى فقد استخدمت العجلة المربعة، العجلة المدورة التي استخدمها السومريين رمزا للزمن ولاننا تعوقنا فقد كسرت الزمن وعندما ينكسر الزمن تعم الفوضى، قسم من اعمالي بها امل، وضعت بها عجلة بدأت تتكون كمدورة وهذا المعرض دليل ان العجلة بدأت تدور من جديد «.
ثالث المشاركين رضا فرحان يجيب عن سؤالنا حول وضعية النحت العراقي اليوم فيقول:
النحت العراقي مشكلته ليست المنجز بل التقديم، كيف نقدم فنا عراقيا على مستوى الرسم، النحت، الكرافيك، الخزف، ان نقدمه بشكل صحيح للثقافة، للمتلقي، هنا المشكلة التي نعاني منها، لكن الفن العراقي مهم جدا ومؤثر جدا من خلال الاعمال الجيدة في التشكيل العراقي، نلاحظ عندما ننظر لعمل جيد نقول ان الفن العراقي بخير، هذا الجيد عندما تعرضه بين كم من الاعمال الهابطة تقع في مشكلة».
ويضيف: اعمالي في المعرض تمثل تجربتي، واحد منها قديم، عرضته في عدة اماكن لكن ثيمته استخدمتها في الاعمال الاخرى، محنة الانسان ، مثلا واحد منها عن الحلاج، هذا العظيم عندما سقط في محنة كيف يتعامل مع وسط لا يفهم والدليل انه قدم حياته ثمنا لهذا ، عمل آخر يمثل الجثث المتروكة في الشوارع او ثلاجات الموتى ايام الطائفية المقيتة، عمل آخر عن الانسان وكيف نرممه كأنه اثر، هذه هي افكاري بالمعرض».
ونسأل: هل يتنفس هذا المعرض من رئة النقابة ؟
نقيب الفنانين الدكتور جبار جودي يجيب:
بالتأكيد، النقابة هي خيمة جامعة للجميع، تواجدنا اليوم هو دعم للفنانين، حقيقة، هذا المعرض هو معرض نوعي مختلف، تجارب راكزة فيها تنوع، فيها اسلوب، وعندما نرى الاعمال نرى لكل فنان اسلوبه الواضح لانهم فنانين واصحاب تجربة طويلة وخبرة بالعمل، هذا المعرض متميز جدا، النقابة مفتوحة لاحتضان اي نشاط، اليوم لدينا معرض تشكيلي لفناني النجف الاشرف على قاعة النقابة».
اما الفنان الدكتور فاخر محمد مدير عام دائرة الفنون بوزارة الثقافة فقال عن علاقة دائرته بهكذا نشاط:
كل المعارض التي تقام في بغداد الآن تكاد تكون وحدة واحدة ونحن كدائرة فنون في وزارة الثقافة معنية بمتابعة هذه الانشطة وزيارتها، الاستفسار عن وضع الفنانين، تطوير هذه الانشطة ومحاولة دعمها، كل هذا من مهام دائرة الفنون، ممكن جدا ان نقيم هكذا معارض فنحن الآن بصدد اقامة مهرجان الواسطي، الاشكال دائما في معارض المؤسسات هو الكم، انا برأيي ضد هذا الموضوع، المفروض بمعارض المؤسسات ان تهتم للنوع، الجيد يعرض والسيء يهمل، نحن نعمل على هذا الامر، بالنسبة لهذا المعرض فانا مطلع على تجربة الفنانين الثلاثة، جميعهم اصدقائي، تجاربهم جميلة، هناك عمل جديد لهيثم وكذلك لرضا وآخر لنجم، بشكل عام لديهم تجارب وهم ميالين لطرح كل ماهو جديد ومعاصر، هي تجربة مفرحة».