بغداد ـ الصباح الجديد:
ترأس وزير التخطيط الدكتور خالد بتال النجم امس الأربعاء اجتماعا مشتركا لغرفة العمليات والادارة التنفيذية للتعداد العام للسكان والمساكن، حضره السيد وكيل الوزارة للشؤون الفنية الدكتور ماهر حماد جوهان.
واكد الوزير خلال الاجتماع، الاهمية الاستثنائية للتعداد العام للسكان، بعد التأخير الطويل في اجرائه، مشيرا الى ارتباط الخطط التنموية بنتائج التعداد، لانه سيوفر قاعدة بيانات شاملة وكاملة عن خصائص السكان، وما يرتبط بواقع التنمية بنحو عام، مؤكدا ان مشروع التعداد هو مشروع وطني، يتطلب دعما من قبل مؤسسات الدولة كافة، على مختلف المستويات سواء على مستوى القطاع العام او الخاص والمجتمع المدني والاعلام، مبينا حرص وزارة التخطيط الشديد على اجراء التعداد، ولكن كانت هناك الكثير من الظروف السياسية والمالية والصحية التي حالت دون اجرائه خلال السنوات الماضية، معربا عن امله في تجاوز هذه الظروف والمضي قدما في تنفيذ التعداد ، سيما فيما يتعلق بتوفير التخصيصات المالية، والملاكات البشرية التي ستتولى تنفيذ التعداد، فضلا عن انشاء مركز متطور لمعالجة البيانات، وتهيئة الاجهزة اللوحية، اذ سيجري تنفيذ التعداد الكترونيا.
وذكرت الوزارة في بيان ان وزير التخطيط خالد بتال النجم أشرف على التجربة القبلية الميدانية السابعة التي ينفذها الجهاز المركزي للإحصاء في مجمع سكني عمودي بجانب الكرخ من بغداد، استعدادا لإجراء التعداد العام للسكان والمساكن المزمع تنفيذه قبل نهاية العام الحالي .
وقال الوزير خلال مرافقته للفرق الميدانية ولقاء الاسر المشمولة بالتجربة، إن “هذه التجربة تعدّ مكملة للتجارب التي أجرتها الوزارة وشملت عمليات الحزم والحصر والترقيم وستتبعها تجارب أخرى لحين الوصول إلى يوم تنفيذ التعداد”.
وبين ان “التعدادات السابقة في العراق كانت تجري بطريقة ورقية وكانت عملية إدخال البيانات تأخذ وقتا طويلا، لذا فإن المخرجات كانت تطول أكثر من سنة، أما الآن فسيكون التعداد الكترونيا عن طريق جهاز لوحي (تابلت) يحمله العداد لإدخال جميع المعلومات وترسل آنياً إلى مركز البيانات في مقر الوزارة، والنتائج النهائية ستكتمل في اقل من ثلاثة أشهر لنحصل على مخرجات التعداد بشكل كامل”.
واشار إلى ان “التعداد سيُنفذ بمشاركة أكثر من 150 الف عداد موزعين على جميع مناطق العراق، وستكون لدينا امكانية للمراقبة لاسيما وان جميع المناطق والوحدات السكنية مثبتة في الجهاز اللوحي وباستطاعة المتحكم او المراقب في مقر الوزارة أن يراقب تحرك العداد”.
ودعا نجو المواطنين إلى التعاون مع العدادين في يوم التعداد وعدم الحك أو شطب الإشارات وإزالة الملصقات الخاصة بالتعداد، كونها مهمة جدا للعدادين.
ولفت الى ان جهود الوزارة بدأت منذ نحو ستة أشهر لإجراء التعداد “ابتداءً ببناء البرنامج الإلكتروني من قبل ملاكات الوزارة, إذ نفذنا عدة تجارب ، سيما التجربة الأخيرة في دهوك، وقبلها في البصرة والانبار وكربلاء واربيل، والآن في بغداد وسوف تمتد لأكثر من محافظة بغية تدريب ملاكاتنا ولتدريب العدادين لاحقا والتأكد من مصداقية وكفاءة البرنامج الإلكتروني”.
واكد استعداد الوزارة لتنفيذ التعداد لما يمثله من “ضرورة وطنية مهمة جدا”، لدعم خطط التنمية والسياسات الاقتصادية السليمة المبنية على شواهد ومؤشرات إحصائية رصينة.
واعرب الوزير عن أمله في أن يتم تنفيذ التعداد في العام المقبل بعد ان كان من المفترض إجراؤه في عام 2020 لكن تم تأجيله بسبب الجائحة وعدم إقرار قانون الموازنة وفي عام 2021 تم تأجيله أيضا بسبب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية.
وفي وقت سابق اليوم، كشف المتحدث باسم وزارة التخطيط والتعاون الانمائي، عبد الزهرة الهنداوي، ان “تعداد نفوس العراق وفق التقديرات السكانية للجهاز المركزي للإحصاء سيكون في نهاية 2021 اكثر من 41 مليون نسمة”. وبين أن “العاصمة بغداد احتلت المرتبة الاولى بعدد السكان حيث انه من المتوقع ان يكون تعداد السكان فيها ما بين 8.750 مليون الى 8.800 مليون نسمة، تليها نينوى بالمرتبة الثانية بحدود 4 ملايين نسمة ومن ثم البصرة ثالثاً بأكثر من 3 ملايين نسمة، ومن ثم تأتي ذي قار وبابل والسليمانية بأكثر من مليونين نسمة، في حين ان اقل المحافظات سكانا هي محافظة المثنى بنفوس 860 الف نسمة”.
وأجري آخر تعداد سكاني في العراق عام 1997، وعلى مدى 15 عاما الماضية لم تتوافق القوى السياسية على إجراء التعداد الذي يعتبر الأساس في توزيع الثروات في البلاد ورسم الخطط التنموية وتقويم نتائجها ووضع الخطط الصحيحة لإعادة الإعمار.