وداد ابراهيم:
تضمن العدد «398» من مجلة الشبكة العراقية نصف الشهرية التي تصدر عن شبكة الاعلام العراقي والتي يرأس تحريرها سرمد عباس الحسني ومدير تحريرها اياد الخالدي وجاء العدد الجديد بمواضيع فنية وثقافية واجتماعية وتاريخية غاية في الجرأة والصراحة وبأسلوب اعلامي وعلمي متميز في نقد الواقع من اجل التغيير للأفضل، وتميزت كونها تتناغم مع الاحداث ومع صوت الشارع العراقي لتكون قريبة من القارئ البسيط.
الجرأة والحقيقة
في الصفحة 6 وتحت عنوان «الشبكة تكشف تفاصيل العملية وتداعياتها بلا رتوش» قدمت تحليلا للعملية الارهابية لداعش الارهابي بقتل جنود الجيش العراقي في العظيم اذ جاء فيه: يكشف الفيديو الذي صور العملية بالكامل حجم المقاومة التي اظهرها المقاتلون الابطال من داخل المقر وحدوث معركة طويلة بين جنود السرية الابطال وعناصر داعش حتى لحظة اقتحامهم المقر ويظهر الفيديو صور جثامين الشهداء متوزعة على مسافات مختلفة تؤكد انهم سقطوا بعد مواجهة ضارية، ومن الطبيعي ان مقرا يتعرض الى هذا الهجوم الكثيف لابد من ان يطلب المساعدة والامداد.
. ويتساءل الكاتب: لماذا لم يصل الامداد؟ ومن المسؤول؟ فهل من المعقول ان الضابط والجنود لم ينادوا على اسناد ولم يطلبوا المساعدة؟ لا تحتاج الاجابة على هذا التساؤل الى جهد فمن الطبيعي انهم طلبوا المساعدة والاسناد، وان المعركة استمرت لمدة طويلة، الا ان القيادات لم تستجب وتركوا الجنود وحدهم يصارعون داخل مقرهم.
النكتة السياسية
اما موضوع النكتة السياسية والذي كتبه اياد السعيد فقد جاء بأسلوب امتزج بالمتعة والسوداوية لما يعيشه المواطن الان من التهكم الشعبي وتصريحات المسؤولين الخيالية في إنعاش الاقتصاد
فيقول فيه: بعيدا عن التعريف الأكاديمي للنكتة السياسية، وكحصيلة لبعض الطروحات بشأنها يمكن وصفها بأنها سلاح سلمي لا عنفي، وللناس المحرومين من حقوقهم في النقد والتعبير ويختلف مضمونها وسردها واسلوبها من بلد الى اخر لكن حصيلتها نقد الواقع السياسي في النتيجة، وهي ضرورية لمحاربة العنف في عهد ديمقراطي، لكن يجب ان تكون مسموعة
خلال الكاريكاتير والمحاكاة التهكمية، كما أن هناك الكوميديا السوداء أو القاتمة وهي نوع درامي مركب، يجد فيه الجمهور المتعة والتنفيس عن الموضوعات المطروحة. ورغم أن الفصل بين الكوميديا والتراجيديا قد انتهى، عندما تخلصت الدراما المعاصرة منه، وتحولت إلى دراما اجتماعية تعتمد على المفارقات التي تثير الضحك والبكاء في آن واحد.
فنان بالصدفة
وتحت عنوان الاقدار تصنع نجما وتنهي اخر كتب عادل مكي على الصفحة 34 موضوعا جاء فيه: لا غرابة في ان الحياة ترسم لك عكس ما تتمنى او تطمح او تريد والقصص اكثر من ان تروى وفي شتى ميادين الحياة فكم حلم كثيرون ان يصبحوا طيارين او مهندسين لكن الاقدار فعلت فعلها ورمتهم في طريق لم يختاروه، والصدفة في العراق كان لها نصيب كبير في تحويل حياة العديد من الفنانين من العدم الى النجومية وكنت شاهدا على تلك الحوادث فالفنان باسم العلي لم يفكر قط في ان يكون مطربا بل كان يحب ان يصبح ملحنا لان له تجارب لحنية، لكن لعب الحظ والقدر والصدفة في حياة باسم العلي بعد تسجيله شريط كاسيت وصل الى اسماع الجمهور
دون تخطيط
وتحت عنوان برامج رياضية تلجأ الى التسقيط والتشهير كتب احمد الساعدي في الصفحة 68 موضوعا جاء فيه: تواجه البرامج الرياضية التي تقدمها الفضائيات العراقية انتقادات واسعة من الجمهور الرياضي والمعنين بالشأن الرياضي لخروجها السافر عن اخلاقيات العمل الاعلامي ورسالته العظيمة، بسبب اصطفافها مع جهة ضد اخرى وشخصية ضد اخرى لأسباب مختلفة، لكن الجانب المظلم في انحياز الاعلام هو لجوؤه الى التسقيط والتشهير بطرف لمصلحة اخر.
وتساءلت الاء المصلح في موضعها الاجتماعي المترجم الذي جاء في الصفحة 82 بعنوان «في منتصف العمر» هل ثمة متسع للسعادة؟ قائلة: تظهر الابحاث انه بعد سن 18 تبدأ سعادتنا في الانخفاض ولا تتعافى حتى منتصف الستينات، ويقال ان من الافضل التفكير في الحياة كسلسة من الاحتمالات بدل التفكير بها كسلسلة من مهام يفترض علينا انجازها رغما عنا.
ومن الواضح ان هذا الرافد الذي تعاقب على رئاسة تحريره كبار الكتاب والصحفيين مثل الكاتب والقاص حميد المختار والاديب عبد الستار البيضاني والكاتبة والصحفية نرمين المفتي يعد من الروافد الثقافية المهمة في سفر الثقافة العراقية، اذ تنفرد الشبكة في المكتبات العراقية دون ان يكون لها منافس قوي في ساحة المجلات العراقية التي تراجعت خلال السنوات العشر الاخيرة وكانت تصدر اعداد خاصة لها مثل عدد خاص بالفن التشكيلي والذي قدم فيه كبار النقاد وكتاب الفن التشكيلي وشخصيات فنية ومن رواد التشكيل العراقي لتبدو المجلة صوتا مدويا يعلن ان الفن العراقي يمتلك الاصالة والجمال واللغة والخطاب الفني والانساني والتاريخي.
ومن الملاحظ انها تأسست أواخر العام 2005 شعارها “مجلة العائلة العراقية” في عام 2018 بدأت شبكة الإعلام العراقي طبعها في مجمع الطباعة الذي افتتحه رئيس الشبكة مجاهد أبو الهيل حينها بعد أن كانت تطبع في دار الشؤون الثقافية.