بغداد – وداد ابراهيم:
اقامت دار المأمون للترجمة والنشر في وزارة الثقافة والسياحة والاثار ندوة بعنوان «الترجمة وادب الرحلات» الاثنين على قاعة طارق العبيدي في مبنى الدار تحدث فيها د. عبد الهادي فنجان الساعدي عن تجربته خلال أكثر من نصف قرن مع ادب الرحلات والترجمة، وبحضور كبير من مدراء الدوائر في الوزارة والاعلاميين والمترجمين والكتاب استعرض فنجان رحلته الثرية بالتجارب والدروس.
المفردة تغيير
وقدم محاور عن اثر الكلمة في تغيير الاحداث ومشكلات الترجمة من الانكليزية الى العربية قائلا: بدأت رحلتي عام 1975 اي منذ ما يصل الى نصف قرن حين كنت طالبا في الجامعة المستنصرية وكلفت بترجمة كتاب «رحلات في الجزيرة العربية» للكاتب ترام توماس ومن خلاله كان الدخول الى عالم الرحلات، والخوص في ما يكتبه الرحالة في عالم لا يعرفه الا من عاش مرحلة التفسير والنقل والتي تمر في طريق فيه الكثير من المعوقات والمصاعب التي تواجه الناقل من لغة الى اخرى وهو يصور عالم بكل تفاصيله ويحوله الى عالم اخر، وعرفت اهمية البحث عن المفردة، وما خلفها مثلا كلمة «بنك» لها الكثير من التوضيحات وتكوّن معنى يختلف عن كونها تعني المكان الذي نضع فيه النقود مثلا تأتي بمعنى ضفة النهر ومخزن الثلج وتفسيرات اخرى.
رحلة بالباخرة
وتابع : الذي يتعامل مع اللغة يحتاج الى ان يتعرف على المدن واسمائها القديمة والحديثة، ولهذا يجب الاعتماد على اطالس بكل الازمنة، وحين عملت في المتحف استعنت بالكثير من الاطالس القديمة، وكتب الرحلات فيها عوالم اخرى جديدة لم نتعرف عليها اثناء دراستنا الجامعية ولا حتى في الماجستير، مثلا العادات والتقاليد والطقوس الدينية والمناسبات واسمائها الشعبية، واثناء ترجمتي لكتاب «رحلة بالباخرة الى شمالي بغداد» للكاتب الانكليزي جيمس فلكس جونس وهو ضابط استخبارات انكليزي كتب عن رحلته بشكل دقيق مؤشرا كل الاماكن التي مرَ بها من منطقة الكاظمية والطارمية حتى تكريت اذ كتب عن خان وضع له اسم وجدته غريب وغير مطروق فبحثت عن الاسم في دائرة الاثار ولم اجد له تسمية حتى استعنت بموسوعة الاماكن في العراق وعرفت ان بعض الرحالة يستعين بالناس على كتابة اسماء بعض المناطق والاماكن فيكون الاسم اما غير واضح او غير صحيح.
وأكمل: يجب ان يكون المترجم ذات ثقافة عالية ووعي لان ادب الرحلات مسؤولية كبيرة يجب ان نتناوله بكل صدق وعمق ودقة في التعبير.
وفنجان موسوعي وأكاديمي وشاعر وناقد حاصل على الدكتوراه في ادب الرسائل الاستخباراتية عام 2016 وعضو الاتحاد العام للأدباء ورئيس قسم الدراسات في ملتقى الاهالي الثقافي، وله 40 مؤلفا في الترجمة والنقد الادبي وعشرات المقالات في الصحف ومشاركات في ندوات ومؤتمرات عربية ومحلية.