أسعار برنت فوق 92 دولارا
الصباح الجديد ـ متابعة:
وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في سبعة أعوام ، إذ أدت التوترات الجيوسياسية وعاصفة شتوية في الولايات المتحدة إلى تأجيج المخاوف بشأن تعطل الإمدادات.
وعزز شح الإمدادات العالمية والتوتر السياسي العالمي أسعار النفط بأكثر من 15 في المائة منذ بداية العام، ولا يزال الطلب في تصاعد، إذ أدى متحور أوميكرون إلى خفض الاستهلاك مؤقتا في الاقتصادات الكبرى.
وارتفع خام برنت 1.32 دولار، أي 1.5 في المائة ليصل إلى 92.43 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:20 بتوقيت جرينتش بعدما لامس في وقت سابق أعلى مستوياته منذ تشرين الأول 2014 مسجلا 92.66 دولار.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 1.45 دولار، أي 1.6 في المائة، إلى 91.72 دولار للبرميل، بعد أن صعد أيضا إلى أعلى مستوياته في سبعة أعوام عند 91.91 دولار.
ووفقا لـ “رويترز”، المؤشران حققا مكاسب للأسبوع السابع على التوالي.
واجتاحت عاصفة شتوية شديدة وسط وشمال شرق الولايات المتحدة أمس الأول، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف.
وارتفعت الأسعار في أسواق النفط أيضا نتيجة التوتر المتعلق بالأزمة الأوكرانية التي أججت المخاوف إزاء إمدادات النفط المحدودة بالفعل.
وقال ستيفن برينوك من شركة بي.في.إم للوساطة في أسواق النفط “استمد انتعاش أسعار النفط دعما أيضا من ظهور دلائل جديدة على أن منظمة أوبك تواجه قدرا من المصاعب في زيادة الإنتاج”.
وكانت منظمة أوبك وحلفاؤها وفي مقدمتهم روسيا قد اتفقوا هذا الأسبوع على الالتزام بضخ زيادات معتدلة في الإنتاج في حدود 400 ألف برميل يوميا، في وقت تواجه فيه المجموعة المعروفة باسم “أوبك +” صعوبة بالفعل في بلوغ الأهداف الحالية رغم ضغوط كبار المستهلكين لرفع الإنتاج بسرعة أكبر.
وأظهرت بيانات أعلنتها شركة تسويق النفط العراقي “سومو” أن العراق، وهو ثاني أكبر منتج للنفط في “أوبك”، ضخ 4.16 مليون برميل يوميا في كانون الثاني وهو ما يقل عن مستوى 4.28 مليون برميل يوميا الذي اتفقت عليه مجموعة “أوبك +”. ورجح محللون هذا الأسبوع أن تتجاوز أسعار النفط الخام مائة دولار للبرميل نظرا إلى قوة الطلب العالمي، مشيرين إلى حرب محتملة بين روسيا وأوكرانيا كأحد أبرز مخاوفهم على الأسواق في 2022.
وقال ثلاثة محللين لمنتدى “رويترز” للأسواق العالمية “إن أسعار النفط سترتفع إذا تعطلت الإمدادات العالمية، وكذلك مع انتعاش الطلب بسبب تصاعد أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا، إلى جانب استئناف الأنشطة بعد عمليات الإغلاق التي فرضت للحد من انتشار جائحة كوفيد – 19”. وقال جون فيل كبير المحللين الاستراتيجيين العالميين في شركة نيكو لإدارة الأصول في طوكيو “الخطر الجيوسياسي الأكبر هو أوكرانيا، الاتجاه يبدو جيدا بشكل عام بالنسبة إلى السلع”.
وارتفع مؤشر الدولار أمس الأول، بأكثر من 0.2 في المائة، ليستأنف مكاسبه التي توقفت على مدار الأيام الثلاثة السابقة ضمن عمليات تصحيح، عاكسا انتعاش مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسة والثانوية.
وأعلنت وكالة الطاقة الأمريكية انخفاض المخزونات التجارية في البلاد بنحو مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 28 كانون الثاني ، في أول انخفاض أسبوعي في غضون الأسابيع الثلاثة الأخيرة، على خلاف توقعات الخبراء انخفاضا بنحو 1.8 مليون برميل.
وبالنسبة إلى الإنتاج الأمريكي انخفض الأسبوع الماضي بنحو مائة ألف برميل في ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، لينزل إجمالي الإنتاج إلى 11.5 مليون برميل، الذي يعد أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 19 تشرين الثاني الماضي.
وقالت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة “أفريكان إنجنيرينج” الدولية، أمس الأول، “إن تحالف (أوبك +) الذي يضم 23 دولة يدير العرض بكفاءة ويبث رسائل ثقة بالسوق كلما اجتمع في مطلع كل شهر لتقييم مستجدات السوق، حيث يهدف إلى تقليص تخفيضات الإنتاج التاريخية البالغة 9.7 مليون برميل يوميا التي فرضها خلال أسوأ فترات الوباء في أيار 2020 وذلك بحلول أواخر 2022”.
ونوهت باستمرار تحالف “أوبك +” في التمسك بالزيادات الحذرة في الإنتاج والتركيز بشكل كبير على موازنة الإمدادات مع الارتفاع المتوقع في الطلب على النفط عن طريق تغذية السوق تدريجيا بواقع 400 ألف برميل يوميا كل شهر. ويشير ألكسندر بوجل المستشار في شركة “جي بي سي إنرجي” الدولية إلى أن موجة المكاسب السعرية الواسعة التي تحققت الشهر الماضي وربح فيها خام برنت نحو 17 في المائة على الأرجح ستستمر في شباط المقبل، لافتا إلى قناعة السوق بأن تأثير متغير أوميكرون من فيروس كورونا في الطلب الآسيوي على النفط أقل حدة نسبيا مقارنة بالسلالات السابقة، مع استمرار تحرك عديد من الدول نحو إعادة فتح الاقتصادات بسبب ارتفاع معدلات التطعيم وبقاء العبء على القطاع الطبي ووحدات العناية المركزة معتدلا.
وألمح إلى أن أحدث تقديرات نمو الطلب تشير إلى أنه من المتوقع أن ينمو الطلب الآسيوي على النفط بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا على أساس سنوي في 2022 مقارنة بـ1.2 مليون برميل يوميا في 2021.
من جانب آخر، سجلت سلة خام “أوبك” 90.18 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 90.46 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس، “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 89.35 دولار للبرميل”.