الصباح الجديد – متابعة:
الكثير من العلاقات الزوجية تنتهي بالفشل بعد مدة قد تطول او تقصر حسب طبيعة الحياة التي يعيشها الشريكين. هناك من اختار سعادته وحياته وانهى العلاقة الزوجية بعدما يئس من التكيف معها، وهناك من ظل صابرا مضحيا من اجل اولاده واحيانا تلافيا لانتقادات او نصائح من المحيطين به.
في دراسة اخيرة شارك فيها عدد من الازواج «التعساء» توصلوا الى حقيقة ان الرجل غير السعيد في حياته ملزم بانهاء العلاقة قبل فوات الاوان اذ تنبأت الدراسة الصادمة التي استغرقت أكثر من 30 عاما بنهاية محزنة تنتظرك في سن مبكرة.
ووجدت الدراسة التي شارك فيها نحو عشرة آلاف رجل أن الأزواج التعساء (الذين يشعرون بعدم الرضا عن الزواج) قد ينتهي بهم المطاف بسكتة دماغية يموتون على إثرها في سن مبكر، غالبا ما يكون أقل من 50 عاما.
وأشارت الدراسة التي نشرتها دورية Journal of Clinical Medicine، إلى أن الرجال غير الراضين عن زواجهم أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية والموت مبكرا مقارنة مع الأزواج السعداء الذين يشعرون بالرضا عن حياتهم الزوجية.
وأجرى الباحثون تحليلات إحصائية في قاعدة بيانات لدراسة طويلة الأمد اتبعت لمدة 32 عاما أنماط الصحة والسلوك لحوالي عشرة آلاف رجل، جميعهم موظفين حكوميين، مع التركيز على الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية والوفيات من أي سبب.
في بداية الدراسة، كان المشاركون في الأربعينيات من العمر في المتوسط، وعلى مر السنين مات 64% منهم بسبب أمراض مختلفة.
قبل الدراسة، طُلب من المشاركين، عدة امور من ضمنها تقييم رضاهم الزوجي، على مقياس من 1 (راض جدا) إلى 4 (غير راض على الإطلاق).
بعد تحليل البيانات اكتشف الباحثون، أن هذا الترتيب مؤشر على متوسط العمر المتوقع، وأن الموت بسبب التعاسة الزوجية لا يقل عن التدخين أو قلة النشاط البدني.
على سبيل المثال، كان عدد الوفيات من السكتة الدماغية أعلى بنسبة 69% بين أولئك الذين أعطوا زواجهم درجة 4 (غير راض على الإطلاق) مقارنة بأولئك الذين أعطوا درجة 1 والذين كانوا سعداء جدا بزواجهم.
وعندما تعلق الأمر بالموت لأي سبب من الأسباب، كانت الفجوة 19% لصالح الرجال السعداء في حياتهم الزوجية.
وأجرى الباحثون تحليلا إحصائيا لجميع عوامل الخطر المعروفة لوفيات القلب والأوعية الدموية، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم والحالة الاجتماعية والاقتصادية. وهنا أيضا فاجأهم الرقم بشكل كبير، فقد تبين أن الخطر النسبي للوفاة بين الأزواج التعساء أكبر 1.21 مرة مقارنة بمن كانوا سعداء وهذه المعدلات متشابهة إلى البيانات المعترف بها في الأدبيات المهنية بين المدخنين أو الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة.
كما ذكرنا، كانت فجوات العمر المتوقع أكبر بين الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما في بداية الدراسة. اذ ان الرجال بعمر اصغر يكونون غالبا متزوجين حديثا ولم يعتادوا على الكثير من سلوكيات الشريكة.
ووجد الباحثون الأميركيون أنه ما بين 15 و35 عاما من الخبرة في الزواج ومع تقدم العمر، كانت هناك زيادة في السلوكيات الإيجابية بين الزوجين مثل الدعابة والمودة. في الوقت نفسه، تراجعت المشاعر السلبية.