منهم من هاجر ومنهم من ناشد المجتمع الدولي للتدخل
السليمانية – الصباح الجديد – عباس اركوازي
القت الحرب الدائرة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني منذ عشرات السنين تبعات خطيرة على القرى والقصبات المسيحية في المناطق الحدودية باقليم كردستان، وادت الى نزوح وهجرة جماعية لابناء هذا المكون.
ونزح سكان اكثر من 10 قرى في قضاء زاخو فقط، من اصل 28 قرية يسكنها المسيحيون في القضاء، خوفا من ان يطالهم القصف التركي، المستمر جوا وبرا بحجة استهداف مواقع تواجد حزب العمال الكردستاني.
وقال مدير مدرسة سفين في قرية مرانة ذات الغالبية المسيحية في قضاء زاخو للصباح الجديد، ان الدراسة توقفت منذ اشهر في القرية، التي نزح اغلب سكانها وهاجر بعضهم الى خارج العراق، هرباً من الاستهداف التركي المستمر لقرى وقصبات المسيحيين.
ووجه سكان عدد من القرى والقصبات من ابناء المكون المسيحي، نداءا عاجلا الى الحكومة العراقية وحكومة الاقليم والمنظمات الدولية والمحلية الى التدخل لايقاف الحرب الدائرة بين حزب العمال الكردستاني، وتركيا ومنع تداعياتها الكارثية التي ادت الى تهجير الالاف المواطنين وتهجير عشرات القرى المسيحية.
بدوره قال اسحاق يوسف وهو من سكنة قرية ناوكندان في منطقة باتيفا بقضاء زاخو، في حديث للصباح الجديد، ان اربعين عائلة من اصل 70 تركوا القرية وهاجر بعضهم الى اوربا وامريكا وكندا.
وتابع، قائلاً” ان اغلب القرى المسيحية في القضاء غدت ساحة لمعركة وقتال شرس بين العمال الكردستاني وتركيا، ونحن بتنا غير امنين ولا نستطيع ان نمارس حياتنا الطبيعية لان القصف التركي شبه يومي على مناطق تواجد المسيحيين.
واوضح، ان اغلب الكنائس اغلقت ابوابها ولم يعد بامكان الرهبان ورعاتها التواجد فيها نظرا لاستمرار القصف التركي، الذي لا يفرق بين المناطق السكنية والزراعية والمراعي ويستهدف كل القرى دون استثناء.
واردف،”لا نعرف الى اين نذهب بعد ان نترك قريتنا، وكيف نؤمن لقمة العيش لان سكان القرية من ذوي الدخل المحدود، واذا ما بقينا في القرية فان القصف التركي سيطالنا دون شك”.
ووفقا لمنظمات عاملة في مجالات حقوق الانسان وتوثيق اوضاع المكونات الدينية فان قرابة نصف المسيحيين في العراق واقليم كردستان هاجروا او ينوون الهجرة من العراق والاقليم، على خلفية الاوضاع الصعبة التي يواجهونها، وفقا لإحصائية مديرية شؤون المسيحيين في وزارة الأوقاف بحكومة الاقليم فان عدد المسيحيين في الإقليم يتراوح بين 250 و 300 الف شخص، ويوجد في الإقليم 240 كنيسة أشهرها في مدن السليمانية والعمادية ودهوك.