الصباح الجديد ـ متابعة:
وافقت شركة “روسنفت” عملاق الفط الروسية، على بيع حصة في مشروعها الضخم “فوستوك أويل” إلى “كونسورتيوم” يضمُّ مجموعة “فيتول” لتواصل “روسنفت” بذلك جمع المزيد من الأموال من شركات تداول السلع بعد الصفقة التي عقدتها الشركة مع مجموعة “ترافيغورا” العام الماضي.
قالت “روسنفت” في بيان، إنَّ “فيتول”، و”ميركانتايل آند ماريتايم” سوف يحصلان على حصة تبلغ 5% في المشروع دون الكشف عن حجم الصفقة.
وكانت “روسنفت” قد قالت في شباط الماضي، إنَّ “ترافيغورا” قد دفعت 7 مليارات يورو (8.5 مليار دولار) مقابل الحصول على حصة تبلغ 10% في المشروع.
يتجه أكبر منتج للنفط في روسيا إلى شركات تداول الطاقة والسلع في ظلِّ تردد العديد من شركات الطاقة والمستثمرين الغربيين في دعم مشاريع نفطية كبيرة من جديد، خاصةً في المناطق التي تحمل مخاطر بيئية مثل القطب الشمالي، إذ يوجد مشروع “فوستوك أويل”.
يتزامن ذلك مع تطلُّع شركات تداول الطاقة والسلع التي حقَّقت أرباحاً قياسية بسبب التقلُّبات الكبيرة في الأسعار بسبب الوباء إلى تأمين إمدادات طويلة الأجل.
وقال إيغور سيتشين الرئيس التنفيذي لشركة “روسنفت” في البيان، إنَّ المشروع “يلقى اهتماماً من شركات توريد المواد الأولية، وتجارة السلع، والخدمات اللوجستية” التي تدعم سلاسل إمدادات واسعة.
تحتاج “روسنفت” التي تمَّ استبعادها جزئياً من النظام المالي العالمي بسبب العقوبات الأمريكية على روسيا إلى أموال شركات تداول الطاقة والسلع.
تبلغ تقديرات إجمالي قيمة مشروع “فوستوك أويل” 85 مليار دولار وفقاً لتقديرات الصفقة التي تمَّ إبرامها مع “ترافيغورا”، وهي القيمة التي تفوق القيمة السوقية لشركة “روسنفت” نفسها.
تستطيع شركات التداول توفير التزامات مالية ضخمة للمشروع الذي يمكن أن يضخَّ مليون برميل يومياً من النفط بحلول العام 2027.
جمعت “ترافيغورا” قرضاً بقيمة 5.78 مليار يورو بقيادة أحد البنوك الروسية لتمويل صفقة الاستحواذ، وفقاً لإفصاحات الشركة للجهات التنظيمية.
في حين لم تعلن بعد شركة “فيتول” التي أعلنت العام الماضي عن تسجيل أكبر صافي ربح سنوي على الإطلاق بنحو 3 مليارات دولار عن كيفية تمويل عملية الشراء. ومن المتوقَّع أن يتمَّ الانتهاء من عملية الاستحواذ بعد حصول الأطراف على موافقات الجهات التنظيمية المطلوبة وفقاً للبيان.
يقود مرتضى لاخاني الذي لا يظهر كثيراً في الإعلام شركة “ميركانتايل آند ماريتايم” شريك “فيتول” في الصفقة. وقد أفادت بلومبرغ نيوز أنَّ لاخاني وشركاته عملوا كمصدر لتقديم تمويلات ضخمة لحكومة كردستان من شركات تداول النفط، وشركات الطاقة مثل “روسنفت”.
لم تعلِّق متحدِّثة باسم “فيتول” في لندن على صفقة مشروع “فوستوك أويل” المرتقبة. كما لم يتم الرد على البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية إلى “ميركانتايل آند ماريتايم” على الفور. في حين قال متحدِّث باسم لاخاني سابقاً لبلومبرغ نيوز، إنَّ صفقات النفط والتمويل الخاصة بالمشروعات النفطية امتثلت دائماً للقوانين واللوائح المعمول بها.
يوفِّر النفط المتدفِّق من مشرع “فوستوك أويل” بالنسبة لشركات تداول الطاقة سهولة الوصول إلى الأسواق الآسيوية عبر طريق القطب الشمالي من خلال البحر الذي يعدُّ ممراً أقصر بكثير للوصول إلى الأسواق الآسيوية مقارنة بقناة السويس، وفقاً لتقرير صادر عن “سيتي غروب”.
تبلغ تقديرات إنتاج المشروع نحو 25 مليون طن من النفط سنوياً، أي ما يعادل نحو 500 ألف برميل يومياً بحلول العام 2024 ليتضاعف الإنتاج ويصل الذروة بحلول العام 2027. ومن المقرر تطوير المشروع في المستقبل لينتج نحو 100 مليون طن سنوياً مقارنة بإجمالي إنتاج روسيا من النفط الخام، والمكثِّفات البالغ 513 مليون طن في العام 2020.
تواصل “روسنفت” الضغط من أجل استكمال المشروع في الوقت الذي أصبح فيه إنتاج النفط من المناطق التي تحمل مخاطر بيئية مثل القطب الشمالي مثيراً للجدل، وخاصة مع تزايد المطالبات بمكافحة التغيُّر المناخي.
قال سيتشين أثناء تقديمه للرئيس قارورة من النفط الخام المنتج في أحد آبار نفط فوستوك للروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، إنَّه “أفضل من خام الشرق الأوسط”.
وحذَّر سيتشين في وقت سابق من هذا الشهر من عجز نفطي “حاد”، إذ يوجِّه المنتجون العالميون الأموال بشكل متزايد إلى تحوُّل “متسرِّع” لمصادر طاقة أخرى وسط ضغوط متزايدة للتحوُّل إلى الطاقة النظيفة.
يضمُّ مشروع “فوستوك أويل” عدة حقول إنتاج تقع في شبه جزيرة تايمير في منطقة كراسنويارسك تحمل تقديرات مؤكَّدة لاحتياطي يزيد عن 6 مليارات طن من النفط الخام منخفض الكبريت، وفقاً لشركة “روسنفت”.
وقالت الشركة في بيان يوم الخميس، إنَّ تكلفة إنتاج البرميل في المشروع منخفضة “مع وجود انبعاثات كربونية أقل بنسبة 75% مقارنة بمشاريع نفطية كبرى أخرى في العالم”.
وقال “سيتي غروب”، إنَّ المشروع يحمل أهمية استراتيجية لروسيا، إذ يساعد البلاد في الحفاظ على حصتها في السوق العالمية. وأشار البنك إلى أنَّ المشروع قد يمثِّل أكثر من 20 % من إجمالي إنتاج روسيا بحلول مطلع العقد المقبل.