في ضيافة برج بابل..
سمير خليل
فنان تشكيلي اقام اكثر من اربعة عشر معرضا فنيا، كاتب، في اجندته مجموعة معاجم ودراسات ومجاميع شعرية ورواية.
اضاف لرصيده الابداعي منفذا آخر، منفذ نادر وشاق وجميل، اوغل في التاريخ ليسبر اغواره في عالم الفن والمعرفة والتراث، طاف بلدان ليجمع ما تراه الناس قديما ليتحول في ذائقته دررا وجواهر. صلاح حيثاني، جمع كل هذا في متحف حوى الابداع والافكار والجميل من التاريخ تحت عنوان ” متحف صلاح حيثاني”.
استضافته مؤسسة برج بابل في بغداد ليعرض جزء من مقتنياته في متحف جوال، فكان معرضا متميزا.
يقول عن تجربته الثرة: “بدأت فكرة الاقتناء من سنوات طويلة، منذ الثمانينيات، بدأت اولا بجمع اعمال اصدقائي الفنانين، ثم اسعفني الحظ فغادرت الى مكان آخر ، بيئة وثقافة اخرى، لكني لم اترك هذه المنطقة، منطقة جمع الاعمال، ومع الوقت صارت عملية انتخاب الاعمال من الكم الى النوع فاصبح عندي نوع اعلى، وايضا كنت محظوظا عندما عملت بجرد مجموعة كبيرة من المكتبات لمجموعة من اعمال المستشرقين والمستعربين وهذا الشيء ايضا اتاح لي الحصول على مجموعة اخرى من الاعمال، اضافة لاقتنائي الشخصي الذي استمر طيلة اكثر من ثلاثين عاما”.
ويتابع: “اعتمد على راتبي فقط ولا اتلقى دعما من اي جهة، ,اعمل بجهودي الذاتية، الاعمال بالنسبة لي كانت الفكرة الاساسية والحقيقية، ولدي الاستعداد للدفاع عنها الآن، وبعد مائة عام، لأنني اعمل لوجه العراق ولا افكر باي شيء، حتى المتحف الخاص بي برغم كل المكابدات والمصاعب التي نعانيها بسبب الاحتياجات المادية، كانت تغطيته كلها من جيبي الخاص”.
لدى حيثاني متحف ثابت في مدينة كربلاء المقدسة، المقتنيات، مجموعة من اعمال معاصرة لفنانين عراقيين وعالميين، يقول: “بالنسبة للعراقيين لدي كل اعمال الرواد ابتداء من عبد القادر الرسام الى فناني اليوم وهذا اعده شرفا لي، واقتناء هذه الاعمال اخذ مني سنوات، القضية كانت مجهدة وصعبة، لكنني كنت اشعر بسعادة بأن لدي مجموعة عالمية ايضا، تخص مجموعة من اعمال المستشرقين التعبيريين من القرن العشرين، لدي محفوظات ابتداءا من ماتيس وبيكاسو ودالي وميرو وشاكال، اضافة للمدارس الكبرى التي ظهرت في اوربا بعد الحرب العالمية الثانية مثل الكوب آرت”.
واوضح: “لدي ايضا مكتبة تحوي مايقرب من 25 ألف كتاب، منها مجموعة نادرة تاريخية فنية تحديدا من القرون السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر وهي من انفس الكتب، واصلية ولدي شهادات تثبت ذلك، حصلت على هذه الكتب من خلال تنقلاتي المستمرة في دول اوربا، كذلك انا جامع للنحت الافريقي، ولدي اكثر من مئة منحوتة افريقية نادرة من الاقنعة والتماثيل، اضافة لمكتبة موسيقية ضخمة تقرب من 40 ألف من انفس التسجيلات، واشياء متنوعة كثيرة، وبالنسبة للسجاد فلدي اكثر من 800 سجادة بينها 600 سجادة عراقية نادرة واتمنى في يوم ان اقيم معرضا خاصا للسجاد الخاص بي”
*والمتحف الجوال؟
- “هو جزء من مشروع اشتغلت عليه من فترة، ان اذهب انا الى الناس في محافظاتهم واماكن سكناهم، لان بعض الناس يصعب عليهم الوصول الى متحفي الدائم، وخلال ذلك نتحاور ونشرح ايضا من اجل زيادة الوعي لتكون لدى هؤلاء الناس فكرة عن طبيعة اعمالنا، وخلق خيوط التواصل مع الناس وهذه هي رسالتي التي انا سعيد بها. وضمن هذا التوجه قمت برحلتين احداهما للسليمانية والاخرى في البصرة وفي جمعية الفنانين التشكيليين”.
من النوادر التي يقتنيها حيثاني وعرضها في برج بابل، كتاب للكاتب الفرنسي بيكارت الذي كان عاشقا لعصر النهضة وللتشكيلي العالمي رامبرانت، والكتاب يضم اعمالا نادرة لفناني القرن الذهبي، القرن السابع عشر، الكتاب باللغة اللاتينية وطبع عام 1734، الكتاب الثاني كان عن الازياء، ملون باليد يستعرض الازياء في كل انحاء العالم والكتاب طبع عام 1850 ويضم صفحة لازياء بغداد في ذلك الزمن.