أدارتها التشكيلية بشرى سميسم..
سمير خليل
استضافت اللجنة الثقافية في نادي العلوية في بغداد جلسة احتفاء بالمطرب الموصلي المغترب عبد الواحد حداد، ادارتها الفنانة التشكيلية والباحثة في التراث الغنائي والفلكلوري العراقي بشرى سميسم.
افتتحت سميسم الجلسة بتقديم الضيف: “حينما تسمع صوته العذب كنبع مجهول، صوته المضمّخ بعبير الفراديس المفقودة، تضيعُ بك البوصلة فلا شمال ولا جنوب ولا هور بعيد ولا براري شاسعة أو بساتين كثيفة، صوت عراقي خالص مصفى، يؤدي المحمداوي بوجع صادق، كما يؤدي العتابا والسويحلي والنايل وهو الموصلي العتيد، موهبة كبيرة لم تأخذ حقها أبدا، ومشروع غنائي جاد وأصيل كان من الممكن أن يكون أحد أهم المشاريع الغنائية العراقية”.
وعرف الضيف المحتفى به عبد الواحد حداد عن نفسه: “ولادتي في مدينة الموصل، إكتشفت موهبتي بعمر عشر سنوات، تأثرت بالفنان الراحل حضيري أبو عزيز والفنان الراحل داخل حسن والفنان ياس خضر والفنان الراحل رياض أحمد، بدأت الموهبة تكبر مع الذهاب للحفلات الخاصة داخل الموصل ليكتشفني الملحن الموصلي الراحل زكي إبراهيم رحمه الله، واصلت الغناء لوقت طويل داخل الموصل”.
وتابع: “في أحد الأيام وفي أثناء حفلة خاصة بالموصل جمعتني مع الفنان والأب الكبير ياس خضر، اصر على مرافقتي له الى بغداد كي يقدمني لبرنامج أستوديو المواهب الذي كان يعده ويقدمه الفنان الراحل طالب القرغولي، اضافة لتواجد كبار الملحنين والفنانين في لجنة الإختبار، وفعلاً ذهبنا الى بغداد وإستضافني في بيته وبعدها قدمني الى لجنة التحكيم في الإذاعة والتلفزيون لسماع صوتي وكان من ضمن اللجنة الناقد المرحوم عادل الهاشمي والملحن المرحوم محمد نوشي ومجموعة من الشعراء والفنانين، وغنيت طور المحمداوي فأعجب اعضاء اللجنة بصوتي واكدوا انني أكثر من موهوب وقررو أن أكون هدية للبرنامج”.
واردف: “قبل أن تبث الحلقة بيومين إتصل أحد الإشخاص الحاقدين بالفنان طالب القرغولي وأبلغه بأنني هارب من الخدمة العسكرية، ما اغضب الفنان الراحل طالب القرغولي، واثار خلافا بينه وبين ياس خضر بسببي، لانه حسب رأي القره غولي فإن الهارب من الخدمة العسكرية قد يجلب المتاعب له وللجنته. الغيت مشاركتي ولم تبث اغنيتي في التلفزيون، بعدها سجلت كاسيت من تسجيلات الربيع بالموصل وكان هذا الكاسيت سبب شهرتي داخل المدينة وخارجها، تبعها زيارة شركات انتاج سورية الى بيتي لأسجل لهم مجموعة أغاني وفعلا قمت بتسجيل عدة إشرطة أنتشرت بالعراق وسوريا وكذلك شركة النظائر بالكويت وكانت كل الأغاني من كلماتي وألحاني لأني برغم موصليتي كنت أكتب الزهيري والأبوذية والأغنية الحديثة، وقام الكثير من المطربين باداء اغنياتي”.
غادر عبد الواحد حداد الموصل عام ٢٠١٤ بعد سقوطها بايدي عصابات داعش، توجه الى تركيا ومنها الى النمسا وبقي فيها أربع سنوات رجع بعدها الى العراق عام ٢٠١٩ . مكث سنة واحدة وبعدها ذهب الى الكويت بطلب من صديق كويتي، بقي هناك سنة وشهرين ثم عاد الى الموصل بسبب تفشي جائحة كورونا.
الجلسة تخللتها مداخلة من المايسترو الكبير علاء مجيد الذي ابدى اعجابه بصوت حداد وقال: “يمتلك طريقة مميزة بالغناء وصوت خام قريب جدا من صوت الراحل رياض احمد برغم ان صوت رياض من الاصوات النادرة التي تضم الحزن والحدة والدفء في آن واحد، كذلك فان اللكنة الريفية يصعب على ابن المدينة اتقانها والغناء الريفي غناء فطري وكلماته خاصة ببيئته، في حين ان اغنية المدينة بسيطة وحروفها واضحة وصريحة. عبد الواحد حداد يجيد اللكنة الريفية برغم انه من الموصل وبالتاكيد فهو يجيد الاغنية الموصلية او المقام الموصلي، رجل متنوع الابداعات وهذا يسجل له” .
كما اتحف الضيف الجلسة بباقة من اغنياته الجميلة، اضافة للمطربين جواد محسن وحسين جبار وكذلك المطربين الشباب عماد الرماحي وفقار خالد سعدي الحلي.