احلام يوسف
العمل لسنوات عدة، يجعل البعض يفقد الحماسة التي كان عليها في اوقات سابقة، عاش خلالها متلهفا لمعرفة كل تفاصيل ذلك العمل وزواياه.
ما الذي يفقد المرء شغفه وحماسته تجاه عمله؟
يقول الدكتور بالطب النفسي حميد يونس: “هناك عدة اسباب تفقد الشخص حماسته وتشعره بالاحباط والملل الى ان يصل الى مرحلة الاحساس باللا جدوى من العمل وربما الحياة برمتها. اولها التعب والاجهاد الناتج عن نمط الحياة او العمل الذي يستنزف الوقت والجهد”.
وتابع: “سبب اخر يتعلق بحقيقة شعوره تجاه عمله، ربما لم يكن يحبه فعلا، لكن ما شعر به (نشوة البدايات)، والتي غالبا تكون فاتنة ومغرية وتمنح شعورا بالتحدي والمغامرة، واشبه الامر بشهر العسل في بداية الزواج، فما ان تنتهي هذه الفترة الذهبية، نكتشف ان البريق الذي شعرنا به ما هو الا سراب”.
يقول الدكتور يونس ان “العديد من الاشخاص كان لهم هوايات معينة، كالتصوير مثلا وشعروا بحماسة شديدة تجاهها وابتاعوا أغلي انواع الكاميرات، لكنهم بلحظة ما يشعرون بملل وبلا جدوى وينتهي الامر بالكاميرا على رف المكتبة، كم شخصا تحمس لمشروع معين وبدأ فيه بكل حب لكنه لم يستمر به وتحول الى حرفة اخرى، كم شخصا احس بشغف نحو الرسم ورسم لوحة او اكثر وومن ثم صار يرسم لوحات لا تكتمل؟
وهل هذا عيب ام هو سنة حياتية؟
- “ليس معيبا ابدا بان نشتغل ما نحب ونتركه بمجرد افول البريق انا انصح بان نجرب كل شيء كل عمل كل امر نحبه ونتحمس له، ندخل كل مجال نود سبر اغواره، ونختبر قدراتنا، لكن ان نستمر بالمشروع الى ان نتقنه ونعرف كل ما يتعلق به، فهي تجارب علينا اكمالها كي تكون لدينا تراكمات معرفية بشأن كل عمل او مشروع دخلنا فيه”.
لكن هناك اشخاص يعيشون حياتهم اجتماعيا ومهنيا بصورة يحسدون عليها ومع هذا يشعرون بالملل ربما من الترف احيانا لماذا؟ - “صحيح هناك الكثير ممن تسير حياته حسب ما خطط له، ومستقر اجتماعيا واقتصاديا وعمله يوفر له حياة مترفة الى ابعد الحدود، لكنه فجأة يشعر بانه مرهق ويقول (هذا يكفي.. اريد ان اعيش حياتي لنفسي)، هؤلاء غالبا لم يعيشوا حياتهم بالفعل، اذ انهم انكبوا على العمل والربح والخسارات ونسوا ان ارواحهم تحتاج الى اشياء اخرى. انصح هؤلاء بمنح انفسهم اجازة، يسافرون بها ويغلقون هواتفهم ولا يشاهدون التفزيون خاصة نشرات الاخبار، ويظل لمدة اسبوع مثلا مع الطبيعة، وهي كفيلة بان تنسيه التعب والروتين والملل، فيرجع وهو مقبل على الحياة والعمل بصورة اكبر”.