«فقدان الهوية اللبنانية» وأزمة كورونا
متابعة ـ الصباح الجديد:
شدد البابا فرانسيس، على أهمية أن يحافظ لبنان على هويته واستقراره، مؤكدا في خطاب أمام دبلوماسيين في الفاتيكان، إنه «من الضروري المحافظة على شرق أوسط تعددي ومتسامح».
ودعا البابا كذلك إلى تجديد الالتزام السياسي لتعزيز استقرار لبنان، الذي قال إنه «يخاطر بفقدان هويته ويجد نفسه محاصرًا بشكل أكبر في التوترات الإقليمية» بسبب أزمته الاقتصادية والسياسية.
وقال: «من الضروري للغاية أن تحافظ البلاد على هويتها الفريدة، ليس أقلها ضمان شرق أوسط تعددي ومتسامح ومتنوع يمكن فيه للمجتمع المسيحي أن يقدم مساهمته المناسبة ولا يتحول إلى أقلية بحاجة إلى الحماية»، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الكاثوليكية.
وتابع قائلا إن «إضعاف الوجود المسيحي يهدد بتدمير التوازن الداخلي وواقع لبنان».
وأضاف «دون عملية عاجلة للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار، فإن البلاد تخاطر بالإفلاس ، مع التأثير المحتمل لانجراف خطير نحو الأصولية».
ذكرى هجمات سبتمبر 2001 والحرب السورية
متحدثًا من قاعة المباركة في القصر الرسولي، أخبر البابا ممثلي الدول الـ 183 التي لديها حاليًا علاقات دبلوماسية مع الكرسي الرسولي أن «الحق في الحياة» هو حق أساسي من حقوق الإنسان، وأوضح أنه من «المؤلم» أن يرى المزيد من الدول تبتعد عن «واجبها في حماية الحياة البشرية».
ولفت أيضا إلى أن هذا العام يصادف الذكرى العاشرة لبدء الحرب السورية والذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة.
وقال: «كم أتمنى أن يكون عام 2021 هو العام الذي ينتهي فيه الصراع في سوريا»، ونوجه بنداء إلى المجتمع الدولي «لمعالجة أسباب الصراع بأمانة وشجاعة. «
وشجب البابا الإرهاب، الذي قال إنه اشتد في السنوات العشرين الماضية منذ هجمات 11 سبتمبر .
التعاون لتجاوز الوباء
في خطابه الذي استمر لمدة ساعة تقريبًا، قال البابا إن العالم يواجه أزمات ناجمة عن الوباء وتغير المناخ والاقتصاد والسياسة.
وناشد قادة الحكومات في جميع أنحاء العالم العمل على ضمان «الوصول الشامل إلى الرعاية الصحية الأساسية».
كما أكد أن هناك حاجة إلى مبادرات مشتركة على المستوى الدولي «لدعم التوظيف وحماية أفقر قطاعات السكان» بعد أن واجهت قطاعات بأكملها تداعيات خطيرة من الآثار الاقتصادية لوباء فيروس كورونا.
وحذر البابا من أن «زيادة الوقت الذي يقضيه الناس في المنزل قد أدى أيضًا إلى مزيد من العزلة، حيث تمر الساعات أطول أمام أجهزة الكمبيوتر ووسائل الإعلام الأخرى، مع عواقب وخيمة على الفئات الأكثر ضعفًا، خاصة الفقراء والعاطلين».
وقال إن أولئك الأشخاص «يصبحون فريسة أسهل للجرائم الإلكترونية في أكثر جوانبها إهانة للإنسانية، بما في ذلك الاحتيال والاتجار بالأشخاص واستغلال الدعارة، والمواد الإباحية عن الأطفال».
تثمين معاهدة «ستارت» المتجددة
إلى ذلك، أعرب البابا فرانسيس عن دعمه للعديد من المعاهدات الدولية والالتزامات متعددة الأطراف، ولا سيما الإشارة إلى معاهدة الأسلحة النووية «ستارت الجديدة» بين الولايات المتحدة وروسيا. وقال «عالمنا به أسلحة كثيرة جدا» مضيفا أن نزع السلاح يجب أن يطبق على الأسلحة الكيماوية والتقليدية.