قدّم أرقاماً وتوقع انتعاشاً
متابعة ـ الصباح الجديد :
قال الخبير في أسواق رأس المال ومدير الاستثمار في صندوق Asia Frontier Capital احمد طبقجلي، أن تداعيات الخفض التدريجي لقيمة الدينار، أكثر «إيلاماً» من الخفض المباشر، معتبراً أن البلاد أمام «فرصة تقود الى انتعاش الصناعة والزراعة العراقية والإصلاح»، وذلك عقب ساعات من تحديد العراق سعراً جديداً لبيع الدولار إلى الجمهور، يبلغ 1470 ديناراً، وهو ما انعكس بشكل مباشر على أسعار قائمة من السلع المستوردة، وحتى المحلية.
وقال طبقجلي في تصريح صحفي إن «تخفيض سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الاميركي يجب أن لا يكون تدريجياً، لأنه يسبب (آلاماً اقتصادية) أكبر مما لو حصل بشكل مباشر، وهذه التجربة ثابتة في كل مكان في العالم».
وشغل طبقجلي إلى جانب كونه كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق آسيا فرونتير العراق مناصب تنفيذية في مؤسسات اقتصادية في عدة دول، منها المملكة المتحدة والإمارات.
وأضاف أن «ما يدور حالياً وبكثرة هو الآثار السلبية لخفض قيمة العملة، ولكن لا أحد يتحدث عن الأذى الذي لحق بنا بسبب الدينار العراقي آخر 17 سنة»، مبيناً أن «أهم الدول التي نتعامل معها و نستورد البضائع منها هي تركيا وايران، وقد انخفضت العملة التركية بنسبة 60٪ وانخفضت العملة الإيرانية بنسبة 80٪، وهذا يعني أن الصناعة العراقية والزراعة -وإن كانت- بسيطة إلا أنها تأثرت سلباً بشكل كبير خلال هذه الفترة».
وأشار طبقجلي الى أن «القطاع الحكومي يوفر التعيينات لـ 40٪ من الشعب، فيما يمكن للقطاع الزراعي توفير فرص عمل لـ 20٪ من أبناء البلد»، موضحا أن «30٪ من الشعب العراقي يعيش في مناطق زراعية وقد تأثروا سلباً في ظل تواجد المنتج الأجنبي بوفرة في السوق العراقي».
وتابع «هناك آثار سلبية بالتأكيد من تخفيض قيمة العملة مثل ارتفاع سعر المعيشة، ولكن أن تسود البضائع المستوردة على السوق العراقي هو فشل بحد ذاته، والقرار الأخير، سيقود تدريجياً الى انتعاش الصناعة والزراعة العراقية المحلية والتي ستنافس البضاعة المستوردة و تساهم في التحول من بلد استهلاكي إلى بلد انتاجي».
ولفت طبقجلي إلى أن «الشركات العراقية، في سوق الأوراق المالية العراقية، والتي تنافس الشركات العالمية ارتفعت أسعارها من 5٪ الى 10٪، وهذا الدعم الحاصل لهذه الشركات العراقية سيقود الى توفير فرص العمل للعراقيين»، مبينا أن «هذه الآثار الإيجابية ستحتاج الى وقت كي تكون ملموسة».
وقال إن «العراق عاش في تراكم من السياسات الخاطئة ويجب أن نغيرها اليوم، وإلا سيصبح الوضع أسوأ بكثير بعد شهور»، مضيفاً «نحن لا نملك رفاهية الخيار، مجبرون أن نخطو هذه الخطوة التي يمكن أن تكون مؤذية حالياً لكنها ستقود إلى الإصلاح».
وفيما يخص موازنة عام 2021، قال طبقجلي أن «الموازنة تحتوي على فقرة، تنص على تخصيص 5 ونصف ترليون دينار عراقي للطبقات الفقيرة لمساعدتها خلال هذه الفترة»، مبينا ان «تخفيض قيمة العملة سيوفر 12 ونصف تريليون دينار عراقي للموازنة».
ووصف خبير اقتصادي، قرار خفض سعر صرف الدولار، بالقرار الصائب، معرباً عن تحفظه على التوقيت، فيما قال إن حزمة إجراءات إضافية ستجعل القرار أكثر فائدة.
وقال رئيس مجلس الأعمال الوطني، داوود زاير في حديث صحفي ، إن «قرار تغيير سعر الصرف كان يجب أن يُتخذ من سنوات لتقليل استيراد السلع غير الاقتصادية والرديئة، فتغيير سعر الصرف حالة صحية للدينار العراقي، وهو قرار صائب من وزارة المالية، لكنه خاطئ في التوقيت والاجراءات».
وأضاف «لا توجد قدسية لسعر الدولار فهو يتغير حسب المعطيات، وهناك جهات مستفيدة من انخفاض سعر الدولار وهي تتحكم بذلك».
وتابع «الفروقات ستقلل أرباح المحتكرين والتجار للسنة المقبلة، كما أن أرباح شركات الصيرفة ستنخفض كثيراً، ولا يمكن أن تكون ثروة العراق بيد كهنة المعبد وبعض المستفيدين.
ستكون الصناعة المحلية هي المستفيدة بالدرجة الأولى، كما أن نسبة البطالة ستنخفض، وسيساهم القرار في انتعاش القطاع الخاص، خاصة فيما لو تم وضع اجراءات مكملة لدعم تغيير سعر الصرف، الأمر الذي يوقف استيراد المواد الاستهلاكية غير المفيدة، فسعر صرف الدولار السابق غير حقيقي، إنه سعر وهمي» متسائلاً «لماذا نضحّي بالاحتياطي النقدي من أجل صرف الرواتب؟، بكل تأكيد، تعديل سعر الصرف هو القرار الصائب، لكن على البرلمان أن يفرض كبح قيمة الانفاق الحكومي».