أختتمت الخميس الماضي 10-12-2020 ، الدورة ال42 لمهرجان القاهرة السينمائي وشهد المهرجان عرض العديد من الافلام العربية والعالمية ، والتي شاركت في التنافس على جوائز المهرجان التي كانت لجان تحكيمها من التخصصات السينمائية المتعددة، مخرجين ونقاد ومصورين وكتاب سيناريوكما شهد المهرجان تكريم عدد من المشتغلين في الحقل السيمائي يتقدمهم السيناريست المصري الكبير وحيد حامد، المهرجان عقد كذلك العديد من الندوات المهمة التي حضرها الكثير من الصحفيين.
الهام شاهين أفضل ممثلة عن فلم حظر تجول في الدورة الـ 42 لمهرجان القاهرة السينمائي
فازت الفنانة المصرية إلهام شاهين، بجائزة أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم «حظر تجول»، في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ42 بالمناصفة مع الممثلة ناتاليا بافلينكوفا، بطلة الفيلم الروسي «مؤتمر»، ضمن منافسات المسابقة الدولية للمهرجان.
«حظر تجول» شهد مهرجان القاهرة السينمائي عرضه العالمي الأول، وتدور أحداثه في إحدى ليالي خريف 2013 خلال فترة حظر التجول في مصر، حول «فاتن» التي تخرج من السجن بعد 20 عاما لتجد ابنتها «ليلى» غير قادرة على تجاوز الماضي والعفو عنها، وليس في ذهنها سوى أن والدتها قتلت والدها، في مقابل رفض تام من الأم أن تفصح عن سبب ارتكابها الجريمة، مما يضع الابنة في صراعٍ ما بين عقلها الرافض للأم وقلبها الذي يميل لها تدريجيا.
أما فيلم «مؤتمر» الذي تشارك في إنتاجه إستونيا والمملكة المتحدة وإيطاليا، وشهد المهرجان عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فتدور أحداثه بعد مرور عدة سنوات على حادث إرهابي مؤلم داخل أحد مسارح موسكو، وتقرر إحدى الناجيات من الحادث إقامة مؤتمرا تذكاريا داخل نفس المسرح، وتدعو الناجين للحضور واستعادة ذكرياتهم.
وترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ42، المخرج والسيناريست الروسي، ألكسندر سوكوروف، الذي يعد أحد أبرز المخرجين المعاصرين في روسيا، فيما شارك في عضويتها المخرج والكاتب البرازيلي كريم إينوز، والمخرج الألماني برهان قرباني، والمنتج السينمائي المصري جابي خوري، والممثلة المصرية لبلبة، والكاتبة والممثلة المكسيكية نايان جونزاليز نورفيند، والمخرجة والمؤلفة والمنتجة الفلسطينية نجوى نجار.
يشار إلى أن الدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي شهدت عرض أكثر من 90 فيلما من 40 دولة، بينها 20 فيلما في عروضها العالمية والدولية الأولى، كما شهد حفل افتتاحها تكريم الكاتب المصري، وحيد حامد، بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، وهي الجائزة نفسها التي منحها المهرجان للكاتب والمخرج البريطاني كريستوفر هامبتون، بالإضافة إلى تكريم الفنانة منى زكي بجائزة فاتن حمامة للتميز.
أندرو محسن
قال المنسق الفني لمهرجان القاهرة السينمائي أندرو محسن،إن «الظروف القهرية التي شهدها الربع الأول من العام الجاري بسبب جائحة كورونا وما ترتب عليها، جعل البعض يظن أنه لن تكون هناك أفلام جيدة، أو أن الجميع سيؤجلون أفلامهم للعام القادم لتحظى بمشاهدة ومشاركة أكبر».
وتابع: «لكن من حسن الحظ خيب صناع السينما هذه التوقعات، وظهرت العديد من التجارب المهمة، وخاصة لمخرجين يقدمون أعمالهم الطويلة الأولى أو الثانية، وهو ما ساعد فريق البرمجة في مهرجان القاهرة السينمائي على ضم 15 فيلمًا في المسابقة الدولية، منها 3 أفلام مصرية، تتميز عن بعضها في الأساليب الإخراجية والأفكار».
وأوضح محسن أن «المخرج أمير رمسيس في فيلم «حظر تجول» يتجه للواقعية وينحاز لقصة إنسانية، أما المخرج إسلام العزازي في «عنها» فيميل إلى الواقعية السحرية، وفي فيلم «عاش يا كابتن» ننتقل إلى الأفلام التسجيلية ونجد المخرجة مي زايد تحيك بإتقان من المادة التسجيلية عملا دراميا مؤثرا».
وأكد ن المسابقة الدولية تضم واحدا من أبرز الأفلام العربية هذا العام، وهو «غزة مونامور» للأخوين عرب وناصر طرزان، وهو الاختيار الرسمي لفلسطين للمشاركة في حفل جوائز أوسكار، ومن المجر تعود ليلي هورفات للمشاركة بفيلمها الثاني في مهرجان القاهرة «الاستعدادات لنكون معا لأجل غير مسمى»، وهو أيضا الممثل الرسمي للمجر في الأوسكار، ومن أوروبا أيضا يشارك الفيلم الفرنسي «غاغارين» الذي يعد من أبرز أفلام العام، ويقدم رؤية شديدة الشاعرية ممزوجة بالخيال العلمي بشكل فريد، وفي المقابل هناك فيلم «شرطة» من الدنمارك، شديد الواقعية والذي يقدم نقطة غليان بين الشرطة وبعض سكان أحد الأحياء في الدنمارك.
وتابع أن «من روسيا يشاهد جمهور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ42 فيلم «مؤتمر» الذي يقدم ذكريات الناجين من إحدى الحوادث الإرهابية، وهو من الأفلام التي نالت إشادة عند عرضه الأول في مهرجان فينيسيا، وبعيدا عن الأجواء المقبضة، الكوميديا حاضرة من خلال الفيلم الإنجليزي «التيه» الذي يدور في إحدى الجزر التي تستقبل اللاجئين، وهو من بطولة الممثل المصري أمير المصري».
وأضاف أن «المسابقة الدولية للمهرجان تشهد أيضا العرض العالمي الأول لفيلم «آنيما» من اليابان، وهو فيلم شديد الشاعرية والجمال على المستوى البصري، ومن آسيا آيضا سيشاهد الجمهور الفيلم الياباني «تحت السماء المفتوحة»، وهو على عكس «التيه»، يتخذ أسلوبا واقعيا لكنه لا يخلو من الإنسانية، ومن كندا هناك فيلم «نادية، الفراشة» الذي يقدم كيف يمكن أن تكون البطولة والشهرة ثقلا على أصحابها، خاصة عندما يكون بطلا قوميا مثل بطلة الفيلم، ومن المكسيك يشاهد الجمهور فيلما قاسيا عن المراهقة والحب والميول الانتحارية هو «50 أو حوتان يلتقيان على الشاطئ»، وأخيرا من البرازيل سيكون الجمهور على موعد مع الفانتازيا من خلال فيلم «بيت الذاكرة».
وختم أندرو محسن تصريحاته قائلا: «بالنظر إلى أعمال المسابقة الدولية معا، يجعلنا نشعر أن هناك من نجحوا بالفعل في صناعة سينما شديدة الجودة وشديدة التنوع، بعضها يميل إلى الرومانسية الكلاسيكية، وبعضها يتجه إلى الواقعية القاسية، لكننا نثق أننا سنشاهد تجارب متنوعة وثرية خلال أيام المهرجان، لا نعِد بأنها ستُنسينا مشكلات وآلام العالم هذه الأيام، لكنها بالتأكيد ستصيغها لنا باستخدام سحر السينما».
«أنا لم أعد هنا للمخرج فرناندو فرياس
يفوز بجائزة الهرم الذهبي في المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي
الفيلم إنتاج المكسيك، والولايات المتحدة، وشهد المهرجان عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتدور أحداثه حول مراهق مهاجر يكافح ضد شعوره بالفقد مع وفاة أخيه ومشاعر العزلة وسط محيطه الجديد، يعاني أزمة الوجود والغياب، وتلعب الموسيقى بالنسبة له دورا هاما في محاولة الاجتياز والتحقق رغم قتامة العالم.
فيما الفيلم البلجيكي «شبح مدار» إخراج باس ديفوس بجائزة لجنة التحكيم الخاصة «الهرم الفضي». وشهد «القاهرة السينمائي» عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتدور أحداث الفيلم حول «خديجة» الخمسينية التي تنام في آخر مترو ليلا، بعد يوم طويل في العمل، وعندما تستيقظ في آخر الخط، تكتشف أن عليها العودة لمنزلها مشيا… وفي الطريق تقابل منو ما يجعلها تعيد التفكير في حياتها.
أما جائزة «الهرم البرونزي» ففاز بها فيلم «نوع خاص من الهدوء» إخراج ميكال هوجينور، مناصفة، مع الفيلم الصيني «الحائط الرابع» إخراج جانغ تشونغ، جانغ بو. والجائزة تمنح للمخرج عن أفضل عمل أول أو ثان، ضمن منافسات المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي.
«نوع خاص من الهدوء» من إنتاج التشيك وهولندا ولاتفيا، ويشهد المهرجان عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتدور أحداثه حول فتاة تشيكية تعمل في الخارج في أحد المنازل حيث ترعى طفلا مقابل إقامتها. لاحقا تكتشف القواعد الغريبة التي وضعتها الأسرة للتربية وتصبح أمام خيارين: أن تتخلى عن إنسانيتها وتنصاع للقواعد أو ترفضها وتخسر عملها.