بمباركة حكومة الوفاق
متابعة ـ الصباح الجديد :
بينما تسعى أطراف داخلية ودولية إلى التهدئة في ليبيا، وجمع الفرقاء على طاولة الحوار بهدف احتواء الأزمة المستعرة منذ سنوات، تعمل تركيا على تطوير قاعدة عقبة بن نافع التي تسيطر عليها غربي البلاد، من أجل المزيد من التغلغل العسكري بمباركة حكومة الوفاق.
وكشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن تركيا بدأت عمليات واسعة لتجهيز القاعدة الواقعة في منطقة الوطية، بأحدث الأجهزة والمعدات.
وأضاف: “تمت صيانة المهبط في القاعدة، وبناء دُشَم (مخابئ) ومبان داخل القاعدة”، معتبرا ذلك دليلا على أن تركيا “لا تفكر أبدا في الخروج من ليبيا في وقت قريب”، و”لن تخرج إلا بقوة ضاربة تستطيع أن تتصدى لها”.
وقاعدة عقبة بن نافع في منطقة الوطية قرب الحدود مع تونس، تعتبر أهم قاعدة عسكرية في ليبيا، فهي تمتلك بنية عسكرية هي الأضخم جعلتها الأكثر تحصينا في ليبيا.
وأنشئت القاعدة عام 1942 عقب الوصاية الدولية الثلاثية على ليبيا، بين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، خلال فترة الاحتلال الإيطالي للبلاد.
وبحكم أهميتها الإستراتيجية ودلالاتها التاريخية، كانت الوطية واحدة من أكثر المواقع التي تعرضت للقصف من جانب مقاتلات حلف شمال الأطلسي (ناتو) إبان احتجاجات عام 2011 ضد نظام القذافي.
دعم لا يتوقف
ومن جهة أخرى، أوضح المسماري أن أنقرة لم تتوقف منذ شهر أبريل من العام الماضي وحتى الآن، عن نقل أفراد ومعدات وأسلحة من تركيا إلى ليبيا.
وتابع: “نقلت عشرات الآلاف من المرتزقة الإرهابيين وكميات كبيرة جدا من الذخائر والأسلحة، والآلاف من الضباط والجنود الأتراك”.
واعتبر أن “تركيا تستمثر ما تراه إنجازا، وهو تراجع القوات المسلحة (الجيش الوطني) عن المنطقة الغربية، وتحاول اليوم أن تثبّت وجودها في مصراتة ومعيتيقة بطرابلس ومنطقة الوطية. هذا يحدث أمام مرأى ومسمع العالم والمجتمع الدولي الذي يدعونا إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، ونحن نستجيب لكن للأسف هذا لم يوقف تركيا”.
وطالب المتحدث باسم الجيش الليبي “المجتمع الدولي وخاصة الجارة أوروبا التي لدينا معها مصالح مشتركة وعلاقات مميزة جدا، أن يكون له موقف لإخراج أردوغان من القواعد والمطارات التي يحتلها في ليبيا، وإخراج المرتزقة الأجانب والجيش التركي”، لأن “القاعدة الرئيسية لأردوغان الآن هي غرب ليبيا، وعندما ينتهي وجوده هناك سينتهي وجوده في المنطقة بالكامل” حسب تصريح المسماري.
واستطرد: “منذ أكثر من شهرين تهبط 4 طائرات نقل عسكري تركية يوميا في مطارات الغرب الليبي، خاصة في الوطية ومصراتة ومعيتيقة، لنقل معدات وعتاد وأسلحة، إضافة إلى 4 إلى 6 رحلات من مصراتة وطرابلس إلى إسطنبول وأنقرة. في الفترة الأخيرة كان هناك تغيير حيث ينقل المتطرفون من ليبيا إلى أذربيجان” حليفة تركيا، لدعمها في نزاعها العسكري بإقليم ناغورني كراباخ.
وأوضح المسماري أن الرئيس التركي يعتمد في ليبيا على “جموع كبيرة، 20 أو 25 ألف إرهابي”، لكن هذه الميليشيات “لا تستطيع أن تصمد أمام جيش نظامي، لأنها غير مدربة ولا تمتلك الكفاءة القتالية ولا تعتد بقواعد الضبط والربط العسكري، فهي قابلة للانهيار والتشتت في أي لحظة”.
واستطرد: “أردوغان يعرف أن قواته غير متماسكة، والآن قوته الرئيسية هي الطائرات المسيرة والأسلحة التركية وأسلحة الناتو التي نقلها إلى ليبيا، مثل مدفعية الميدان ودبابات (إم 16) والعربات المدرعة وأسلحة القنص والألغام والمفخخات”