كاظم مرشد السلوم
يسهم المونتاج مساهمه فاعلة تكوين البناء المعماري للفيلم الروائي و(تعد اللقطة اصغر وحدة مونتاجية ، حيث ان كل الانتاج الفلمي يبدأ باللقطة ، ويؤلف مجموع اللقطات مشهدا ، ليكون مجموع هذه المشاهد تتابعا ومجموعة التتابعات هو السيناريو ) .لذلك فان القطة تعتبر اصغر وحدة بنائية ، واللقطة نص اذا كانت مكتفية لحظة اكتمالها حالها حال حروف وجمل نص الاعمال الادبية ((اذن اللقطة هي الحامل الاساسي للمعاني في لغة السينما وكل هذا يبين الصعوبة في اعتبار اللقطة وحدة بنائية للعرض السينمائي رغم انه لابديل عنها علميا )) .
وكما قلنا فان مجموع اللقطات والمشاهد والتتابعات هي السيناريو فأن كل هذا يتم عبر بناء مونتاجي ، هو فيزيائيا ربط شريحة فلمية ( لقطة واحدة ) مع اخرى . ( ويقوم المونتاج اثناء هذه العملية بإزالة الزمان والمكان غير الضروريين) حيث ان المونتاج يربط لقطة أخرى ومشهد بأخر عن طريق ارتباط الأفكار ورغم البساطة التي قد تبدو من خلالها عملية المونتاج الفلمي لكنها الحجر الأساس في بنية الفيلم ويشير ( تيري رامزي احد النقاد الأوائل للفيلم السينمائي إلى المونتاج على انه “البناء اللغوي” للسينما ،ولغة القواعد فيه) .
لذلك فأننا لا نستطيع أن ننجز فيلماً سينمائياً ذو بنية عميقة وواضحة بدون المونتاج لأنه سيكون فيلما تسجيليا ساذجا يشبه الى حد ما الافلام البسيطة الاولى لاكتشاف السينما مثل افلام الاخوة لومير ،كون المونتاج هو احد البنى العميقة للعرض الفمي ، لذلك فهو يلعب دوراً خلاقاً في البناء الفمي وتسلسل المشاهد وترتبها بما يتلاءم ورؤية صانع الفيلم ، وان حذفه و تغيره يؤدي حتماً إلى تغيير جميع مفردات وعناصر الفيلم السينمائي وقد تطور المونتاج مع تطور الفن السينمائي منذ العام 1900والعقود التالية ليكون احد مظاهر البنية العميقة للعرض الفلمي حيث بدأ صانعوا الأفلام بالتقطيع ضمن المشاهد إضافة إلى القطع ضمن مشهد وأخر. وكان جريفث وازينشتاين رائدين في هذا المجال. ويعد المونتاج نهج جديد اكتشف من قبل الفن السابع ليكون الركيزة البنائية للعرض الفلمي وبناؤه المعماري وشكله النهائي الذي يصل للمتلقي.