قراءة في كتاب (شامي كابور… البطل المتمرد «1931 – 2011») لعمار أحمد حامد
علي العقباني
صدر حديثاً وضمن سلسلة «الفن السابع» كتاب (شامي كابور… البطل المتمرد «1931 – 2011»)، تأليف: عمار أحمد حامد.
يُعد هذا الكتاب حول شامي كابور هو الأول من نوعه في المكتبة العربية السينمائية، فشامي كابور لم يكن مجرد ممثل يقف أمام الكاميرا ليؤدي دوره، بل كان أكثر من ذلك. كان رمزاً لجيل بأكمله، جيل لطالما كان متعطشاً للتغيير والتمرد على النمطية السائدة في كل منحى من مناحي الحياة. لقد جاء هذا البطل ليجسد للشباب هذا الحلم، وليتمرد على الأداء النمطي والتقليدي للبطل البوليودي، فقلب مفاهيم السينما الغنائية والاستعراضية التي كانت سائدة من قبله.
حين عُرض فيلمه جنكلي في منتصف الستينيات في سورية، عُرض على نحو متواصل مدة عامين، مؤثراً بجيل كامل في الرقص والغناء.
كان كابور في أفلامه يبقى كما هو(نفسه)، وقليلاً ما كان يمثل، فلم يكن هو الشخصية التي يؤديها، بل كان هو نفسه يءدي شخصيته، وقد حاز جائزة أفضل ممثل في مهرجان filmfare award عن دوره في فيلم «براهما شاري» الذي أدى فيه دور يتيم يعتني بالأيتام.
لقد وجد الشباب الهندي عبر سنوات طويلة في شامي كابور نجم البوسترات المميز، فهم أحبوه لأنه قدم شخصية مختلفة عما قدمه عديد الممثلين الهنود المشهورين في تلك الحقبة، فلقد علمهم طرقاً مميزة لإغواء الفتيات، أما الفتيات فقد عشقن أسلوبه المرح، ولأنه أضاف صفة خاصة إلى قائمة الرجال.
لقد غير النجم الأنيق والمبتهج شامي كابور، والذي مات إثر فشل كلوي حاد عن عمر ناهز ال79 عاماً، وجه السينما البوليودية بأول فيلم ناجح له(لم أر شبيهاً لك) وكان ذلك في العام 1957، لقد حولت الأفلام المستوحاة من موسيقا الروك والرول هذا الممثل الشاب بين ليلة وضحاها إلى نجم كبير ومهم للناس، وصار رمزاً يُقتدى به من رموز الحضارة الغربية والأياء في أفلامه التي تلت، وكان ذلك في عصر كان فيه النجم السينمائي في الهند يدور حول نمط واحد لا يتغير منذ عقود، لقد جعل شامي كابور الملايين من عشاقه داخل الهند وخارجها يعيشون على إيقاع أغانيه، ويقلدونه في أسلوبه في الرقص، إن احساسه العاصف وثقته العالية بالنفس جعلت منه نجماً لا يقاومه ملايين المعجبين من الشباب والشابات…حتى عدَّ الفيس بريسلي الهند.
لقد ساعد شامي كابور في أفلامه إطلاق ثلاث نجمات في العالم السينمائي أصبحن فيما بعد من أهم الممثلات في السينما الهندية وهن ائشة باريج وسايرا بانو وشارميلاتاغور، كما أصبح بنجوميته وحضوره الطاغي قدوة للعديد من الممثلين الشباب اللذين قلدوه.
عاش شامي كابور حياته طولاً وعرضاً، عاشها كملك، كان يملك 100 بزة رسمية، و120 قميصاً، و50 كنزة وعلاقات لا تحصى، وعندما أفل نجمه وتقدم في العمر، لم ييأس، بل اتجه إلى عالم الأنترنيت، وإلى العالم الروحي، عاش حياته ملكاً متوجاً ومتمرداً في الآن نفسه، على عرش السينما الهندية دون منازع، لقد حفر مكانته بيديه تحت الشمس.
ولد شامي راج كابور في الحادي والعشرين من شهر آب عام 1931، في مدينة بومباي، وترعرع وهو محاط بعائلته الكبيرة بين أعضاء فرقة والده المسرحية، وسرعان ما وجد نفسه ضمن أعضائها مع أصغر اخوته سناً وهو شاشي كابور.
لقد رحل شامي كابور ليُحزن كل جمهوره وليترك فراغاً في ابتسامة السينما الهندية. وعند الوداع، لم يكن غريباً أبداً أن تخرج الهند كلها مودعة ذاك البطل الأسطورة.
كان أول ظهور لشامي كابور في الأفلام في السينما الهندية عام 1953 في فيلم «وهج الحياة»، ويُذكر أنه كان على علاقة عاطفيه مع الراقصة المصرية ناديا جمال لمدة عمين بعد أن التقيا مصادفة في سيريلانكا في أحدى رحلاته التي يستجم بها.
كتاب (شامي كابور… البطل المتمرد «1931 – 2011»)، تأليف: عمار أحمد حامد، يقع في 103 صفحات من القطع الكبير، صادر حديثاً عن المؤسسة العامة للسينما 2018.