المانحون يتعهدون بأكثر من 250 مليون يورو مساعدة فورية
متابعة ــ الصباح الجديد :
قدمت وزيرة العدل اللبنانية، ماري كلود نجم، امس الاثنين، استقالتها من الحكومة، لتكون رابع وزير يستقيل احتجاجا على سوء الحكم وتردي الأوضاع في لبنان، بعد وزير الخارجية السابق ناصيف حتّي الذي استقال قبل يوم واحد من انفجار بيروت، ووزيرة الإعلام منال عبدالصمد، ووزير البيئة والتنمية الإدارية دميانوس قطّار اللذين أعلنا استقالتهما يوم أمس الأول الاحد.
وسلمت نجم نص استقالتها إلى رئيس الحكومة، حسان دياب، وفق ما أكد مصدر في وزارة العدل لفرانس برس.
وكان وزير البيئة، دميانوس قطار، ووزيرة الإعلام، منال عبد الصمد، استقالا خلال اليومين الماضيين على خلفية غضب شعبي عارم يطالب بإسقاط كل التركيبة السياسية في البلاد.
وقبل انفجار المرفأ بيوم واحد، كان وزير الخارجية، ناصيف حتي، قد قدم استقالته بعدما اشتكى من “غياب رؤية لإدارة البلاد، وغياب إدارة فاعلة في تحقيق الإصلاح الشامل”، محذرا من انزلاق لبنان ليصبح “دولة فاشلة”.
واستقالة حتي، لم تكن الأولى بين صفوف المسؤولين الرسميين خلال فترة تولي دياب، إذ سبقه عدد من المسؤولين في وزارة المالية، كان بعضهم مسؤولين عن ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي على برنامج الإصلاح المالي.
وغداة الانفجار، قدم النائب، مروان حمادة، المقرب من الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، استقالته من البرلمان، الأربعاء الماضي، ليتبعه فيما بعد سبعة نواب آخرين
وانطلقت جراء الكارثة التي حلت ببيروت، مظاهرات غاضبة ، واقتحم آلاف المتظاهرين الغاضبين، مساء السبت، مقرات وزارات عدة لفترة وجيزة وتظاهروا في وسط العاصمة تحت شعار “يوم الحساب”، مطالبين بمعاقبة المسؤولين عن انفجار المرفأ.
وشهدت التظاهرات مواجهات عنيفة بين محتجين غاضبين والقوى الأمنية، التي استخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة والرصاص المطاطي.
وأعلنت قوى الأمن مقتل أحد عناصرها، فيما أفاد الصليب الأحمر اللبناني بإصابة أكثر من 230 شخصا.
ورفعت في مواقع عدة في وسط بيروت مشانق رمزية، دلالة على الرغبة في الاقتصاص من المسؤولين عن التفجير.
وتجددت المواجهات الأحد بين محتجين غاضبين والقوى الأمنية اللبنانية في اليوم الثاني من التظاهرات، التي رفعت شعار محاسبة الطبقة السياسية.
وفي سياق غير بعيد عن الاحداث التي حلت بلبنان تعهد المانحون الذين شاركوا في المؤتمر الدولي الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لنصرة لبنان 250 مليون يورو مساعدة فورية للبنان بعد الانفجار.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مؤتمرا طارئا للمانحين عقد امس الاول الأحد لدعم لبنان بعد انفجار بيروت تلقى تعهدات بنحو 253 مليون يورو (298 مليون دولار) مساعدات إغاثة فورية.
وأضاف المكتب أن تلك التعهدات لن تكون مشروطة بإصلاحات سياسية أو مؤسسية. وأشار قصر الإليزيه إلى أن تعهدات أخرى متعلقة بالدعم طويل الأمد ستعتمد على تغييرات تنفذها السلطات اللبنانية.
وتعهدت قوى عالمية خلال مؤتمر طارئ للمانحين امس الاول الأحد بحشد”موارد مهمة” لمساعدة بيروت على التعافي من الانفجار الهائل الذي دمر مناطق واسعة بالمدينة، كما تعهدت بأنها لن تخذل الشعب اللبناني.
وطالبت الدول الأجنبية بالشفافية فيما يتعلق باستخدام المساعدات خشية أن تكتب شيكات على بياض لحكومة يصفها شعبها بأنها غارقة في الفساد. وتشعر بعض الدول بالقلق للنفوذ الذي تمارسه إيران عن طريق جماعة حزب الله اللبنانية.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر أن المساعدات يجب أن تكون “سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني… وأن تُسلَّم مباشرة للشعب اللبناني، بأعلى درجات الفعالية والشفافية”.
واشتمل عرض المساعدة على دعم إجراء تحقيق مستقل ذي مصداقية في انفجار مرفأ بيروت.
وقال ماكرون من منتجعه الصيفي على ساحل الريفييرا الفرنسي “دورنا هو أن نكون بجانبهم”.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر أمام المؤتمر عن استعداد الولايات المتحدة لمواصلة تقديم المساعدة للبنانيين.
وأضاف “دعا الرئيس إلى الهدوء في لبنان وأقر المطالب المشروعة للمحتجين من أجل الشفافية والإصلاح والمحاسبة”.
وقال ترامب في وقت لاحق إن الولايات المتحدة سترسل طائرات إضافية محملة بإمدادات طبية وأغذية ومياه، وستقدم للبنان مساعدة مالية كبيرة لكنه أحجم عن تقديم أرقام.
وأضاف للصحفيين في موريستاون بولاية نيوجيرزي “لم نقدم رقما لكنه سيكون كبيرا. علينا القيام بذلك من منطلق إنساني”.