علي لفتة سعيد
ليس لي فكرةٌ لماذا أحبك
وليس لي قدرةٌ أن أفكّر عن أسباب هذا الحب
هكذا رأيتني ِأقف وأنظر الى شجرةٍ مورقة
تثمر علي حروفًا من بلاغة
وتساقط عليها من ظلالها ما يحميني من زلل اللسان
الفكرة أن يدي التي تاه عنها المسير
كانت لا تضحّي بالحلم الذي يبدأ
من حيث أتخيّلك كيف تكون
وأنت تمرّ بشوارع المدينة تبحث عن حبّةٍ
لتزرعها قولًا وفعلًا
الفكرة إني لا أبحث عن عيدٍ كي أتذكّرك
بل لأنّك مهادٌ وميعادٌ وأوّل الأفكار
التي انتبذت مكانها وكلّمتني سنينٍ
ولم أخفٍ منها حيث كلمتني سنينا طولا
وكنت معها سويا
الفكرة إني لم أسمع صوتك
لكن الصحراء وهبتني كل أقوالك وأنت تقوم بذرعة الحق
كلما استوجب الطنين من الحضور
فكنت تعبر أنهارًا من نارٍ تارة
أو تلقف ما جاءت به الافعى من حروب
وأخذتني حيث لا مرآة في الكلمات سواك
وحدك من سمعت مرّة على جدرانٍ من سجود
( لا خير في ودّ امرئٍ متلّونٍ
إذا الريح مالت مال حيث تميل )
حينها تشبثت بالأشجار
كي لا تفلت مني عصافير المحبة
وأن لا أبتعد عن الحلم في المساءات
ولا أعطي للشمس ظلّ الكون
يكفيني ظلّك كي أغنّي
وأبدأ كلما اصابني التيه بعوق الروح
وخيّرني بالعطش باللجوء لشرب افكارك
بعد أن أخلّص منها شوائب من حاكوا أثوابهم
لكنهم تناسوا كيف ينسجون الصدق في رقابهم