مساعد المختبر محمد كريم يؤكد من مستشفى الموانئ :
سعدي السند
مساعد المختبر محمد كريم يتحدث لمراسلنا في البصرة
تناقلت فضائيات عدة فيلما لأحد الكوادر الطبية، يتعامل مع المرضى في مستشفى الموانئ في البصرة والذي خصص في هذا الظرف لمعالجة المصابين بوباء كورونا بالغناء…
هنا نلتقي محمد كريم حميد – مساعد مختبر في المستشفى المذكور – بطل هذا الفيلم والذي احب كل الناس أسلوبه في التعامل مع أولئك المرضى.
كريم من الاشخاص الذين نشعر بحميمية معهم لملامحه المبتسمة دائما. يقول: أنا هكذا حتى في أشد حالات التعب في المستشفى، متفائل جدا، والمتفائل هو من يؤمن بأن أشياء طيبة ستحدث، روحه نشطة دائما وحيوي ويحب عمله ويرى الدنيا دائما بألوانها الجميلة. وأنا كواحد من العاملين في هذا المستشفى المتخصص بمعالجة المصابين بكورونا، أرى انه من واجبي نشر الهدوء الداخلي والطاقة الإيجابية وطرد كل الطاقة السلبية التي قد تكون بداخلي وداخل المصاب.
يقول: الطريقة التي استعملها بسحب الدم من مرضى كورونا كوني مساعد مختبر هي الطريقة الامثل والاحلى بالنسبة لي فقد أصبت انا بكورونا مثلهم قبل شهرين وعرفت ماذا يحتاج المصاب بهذا الوباء، انه يحتاج الى الرعاية النفسية اكثر من الرعاية الطبية، فالمريض بكورونا يصل الى الردهة الوبائية خائفا مربكا مصابا بالاحباط ، وهنا لابد ان نعيد له ابتسامته وطاقته الايجابية واعادة المناعة الذاتية لديه ونعيد له تفاؤله وراحته النفسية وهدوء البال، ونكون له بمنزلة هرمون السعادة له لنعيد له ضحكته وهكذا فعلت مع مرضى كورونا وبشكل مقصود ومدروس، فقد أخترت للسيدة ام سجاد الراقدة في الردهة الوبائية مقطعا من أغنية ناظم الغزالي “گلي يحلو امنين الله جابك” وياليتكم تعرفون مدى سعادتها وهي ترى نفسها وسط هذا الفرح في الردهة، واخترت لحيدر مقطعا من اغنية سلامات للفنان حميد منصور والذي اتصل به اهله بعد هذه الفقرة الغنائية فقال لهم انا بخير وبكامل صحتي، وغنيت للسيدة ام هيثم مقطعا من اغنية ياأمي ياأم الوفة للفنان سعدون جابر وعندما اتصل بها اهلها اجابتهم بأن الألم قد غادرها. هؤلاء المرضى الاعزاء أمانة في أعناقنا .
وأشار: نعمل الآن في الردهات الوبائية وهناك تماس متواصل مع المريض بكورونا، ونجد اننا بحاجة ماسة الى تقديم الرعاية النفسية له وتخفيف وطأة العزل، لأن استقرار الحالة النفسية، نصف العلاج من فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 هكذا وجدنا، وهكذا أثبتت دراسات عدة، أن التوتر والقلق عاملان أساسيان في ضعف المناعة عند الأنسان، ما يجعل جسمه أكثر عرضة للأمراض، على عكس الحالة النفسية الإيجابية التي تعد نصف العلاج إن لم تكن غالبيته.
وتابع: بعد أن تعافيت من مرض كورونا انا الآن في كامل استعدادي للتبرع ببلازما النقاهة ليستفيد منه الأخوة المصابون بهذا الوباء، وسأذهب الى اللجنة المختصة المشرفة على عملية سحب البلازما لأتبرع به، وأود أن أشير الى انني التحقت بدوامي في المستشفى قاطعا اجازتي المرضية الممنوحة لي بعد أن أصبح مستشفى الموانئ الذي أعمل به من المستشفيات المتخصصة بمعالجة المصابين بوباء كورونا لاني وجدت ان هناك حاجة ماسة لكل الملاكات الطبية بشتى فروعها.
محمد كريم من مواليد 1987، متزوج وله ثلاثة ابناء (سارة وهاجر ويوسف) تخرج من المعهد التقني في البصرة قسم التحليلات المرضية عام 2009 وكان من العشرة الأوائل وكان يرغب بإكمال دراسته في الكلية التقنية لكن ظروفه العائلية حالت دون تحقيق رغبته، لكنه لم يتخل عن حلمه، فهو حاليا طالب في احدى الكليات الاهلية واختار قسم التحليلات المرضية.