البعثة الاممية تصف ميليشيات الوفاق بـ”الاجرامية”
متابعة ــ الصباح الجديد :
في أجواء يسودها الترقب لما سيسفر عنه حشد طرفي النزاع الليبي قواتهما، بانتظار المعركة المرتقبة في سرت والجفرة، فاجأت الميليشيات التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق المتابعين بإشعال “اقتتال داخلي” في ما بينها على “تقاسم النفوذ”.
وتواصل قوات الجيش الليبي تجهيز الخط الدفاعي للرد على أي هجوم من قوات طرابلس المدعومة بالمرتزقة والأتراك.
واستعدادا لهذا الامر، نشرت قوات الجيش الوطني منظومات دفاعية متطورة، وعملت على رصد الأهداف وملاحقتها والتشويش على التحركات العدائية ضد مواقع تمركز القوات المسلحة في المنطقتين.
ولم توقف قوات الجيش عمليات الاستطلاع الأرضي والجوي لملاحقة المرتزقة والإرهابيين الموالين لأنقرة ومراقبة تحركاتهم.
سلاح الجو وضع كذلك في حالة استنفار تام، كما ضم 6 آلاف مقاتل من أبناء القبائل إلى صفوفه.
تحركات تؤكد أن “باب الجحيم” سيفتح على مصراعيه في حال الاقتراب من الخط الأحمر لسرت والجفرة، فيما يؤكد الجيش الليبي إنها معركته الحاسمة التي يوظف لها كل الإمكانات، بغية سحق أي محاولات للتقدم نحو سرت في الشمال، أو الجفرة في الوسط.
ولذلك فقد قصف سلاح الجو خلال الأيام الماضية عدداً كبيراً من آليات المرتزقة عندما حاولت الاقتراب من المنطقتين.
وفي المقابل، تقول مصادر ليبية إن الميليشيات الموالية لأنقرة حشدت 10 آلاف من المرتزقة لتنفيذ هجوم “محتمل” ضد سرت.
وتشير المصادر إلى أن تركيا تدفع بمزيد من شحنات السلاح وجحافل المرتزقة إلى الغرب الليبي، وتتخذ بشكل يومي تحركات فيها تحد سافر للقرارات الأممية والتوافقات الإقليمية والدولية.
ورغم هذه الاستعدادات، فإن مصادر تستبعد أن تقدم الميليشيات الموالية لأنقرة على شن هجوم على سرت، خاصة في ظل الموقفين المصري والدولي اللذين وضعا خطوطا حمر تمنع التقدم نحو سرت والجفرة.
وانقسمت ليبيا منذ عام 2014 بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المدعومة من تركيا وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، والجيش الوطني في الشرق المدعوم من الإمارات وروسيا ومصر.
وتتولى المؤسسة الوطنية، وفقا للترتيبات الحالية المدعومة من الأمم المتحدة، إنتاج وتصدير النفط وتتدفق إيراداته على البنك المركزي الليبي.
وتقع المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي الليبي في طرابلس لكن الإيرادات تمول هيئات القطاع العام ومرتبات موظفي الحكومة في كل مناطق البلاد.
ويطالب المسماري بوضع الإيرادات في حساب بنكي جديد خارج البلاد لتوزيعها بين المناطق كي لا تمول من يصفهم ”بالإرهابيين والمرتزقة“ ومراجعة حسابات البنك المركزي للتحقق مما جرى إنفاقه في السابق.
ويصف الجيش الوطني الليبي أفراد القوات المؤيدة لحكومة الوفاق بالإرهابيين ويصف القوات التركية الداعمة لحكومة طرابلس بأنها مرتزقة.
وعبَّر بيان البعثة الأممية للدعم في ليبيا عن قلقه إزاء الاشتباكات الأخيرة في طرابلس، واصفاً القوات المقتتلة فيها بـ “العناصر الإجرامية”، وأضافت البعثة “كان من بين العناصر الإجرامية المشاركة في جنزور، إحدى المناطق السكنية في طرابلس، أفراد من الجماعات المسلحة، وقد تسبب ذلك في ترويع السكان وسقوط قتلى وجرحى”.
وطالبت البعثة حكومة الوفاق بالبدء في حل الميليشيات ونزع سلاحها، قائلة “ندين بشدة هذه الأعمال الطائشة التي تعرِّض المدنيين للخطر”، مضيفة “تؤكد هذه الاشتباكات ضرورة أن تتحرَّك حكومة الوفاق الوطني بسرعة نحو إصلاح فعَّال للقطاع الأمني، بالتزامن مع نزع سلاح المجموعات المسلحة، وتسريح عناصرها وإعادة دمجهم”