الصباح الجديد-وكالات:
يعيش 450 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية في انتظار الأول من تموز/يوليو، الموعد الذي حددته الحكومة الإسرائيلية لتعلن آلية تنفيذ خطتها المدعومة أميركيا لضم مستوطنات الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن.
فما الذي قد يتغيّر في حياة هؤلاء المستوطنين؟ عدد منهم ردّ على سؤال وكالة فرانس برس:
– يعقوب سيلا (33 عاما)، مستوطنة عشوائية في شمال الضفة الغربية
على قمة تلة أطلق عليها اسم جفعات أرنون، تعيش نحو 27 عائلة يهودية إسرائيلية من العلمانيين والمتدينين، المتطرفين والمعتدلين، في بؤرة استيطانية عشوائية في شمال الضفة الغربية تحيط ببيوتهم بساتين صغيرة وكروم العنب.
ويقيم سيلا في هذه المستوطنة في منزل يطل على منطقة غور الأردن، ومعه زوجته وأطفالهما الثلاثة.
ترك سيلا عائلته اليهودية المتشددة في القدس في سن 17 عاما وانضم إلى مؤسسة تعليمية “فتيان التلال” (مجموعة من اليهود المتطرفين الذين يقيمون في بؤر استيطانية عشوائية).
وقال الرجل الذي يدير استشارات إعلامية من المنزل، إن قدره “البناء على هذه الأرض والاستقرار فيها”. وأضاف “نحن على يقين أن وجودنا هنا يحمي جميع سكان إسرائيل”.
وقال إنه شعر بفرح كبير في كانون الثاني/يناير عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطته للسلام الإسرائيلي الفلسطيني التي أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لضم مستوطنات الضفة الغربية وغور الأردن.
لكنه قلق بعض الشيء اليوم، لأنه “مع مرور الوقت ما زالت التفاصيل غامضة”. وقال “نحن نشهد تراجعا تدريجيا في ما وُعدنا به”.
واعتبر أن تشكيل دولة فلسطينية قد يحوّل البؤرة الاستيطانية إلى جيب إسرائيلي بعيد عن وسط إسرائيل. وقال “لا يمكننا قبول الاعتراف” بدولة فلسطينية.
– تسفي سوكوت (29 عاما)، مستوطنة يتسهار المتشددة –
في مستوطنة يتسهار الدينية المتطرفة الواقعة على تلة في شمال الضفة الغربية إلى الجنوب من مدينة نابلس، اعتبر سوكوت أن الوجود الإسرائيلي في المنطقة منصوص عليه في التوراة ويتجاوز السياسة المؤقتة.
ويتحدر الرجل الذي اعتمر قلنسوة محبوكة من عائلة متدينة متشددة تسكن مستوطنة في الضفة الغربية قريبة من مدينة القدس. وقد انتقل منها الى يتسهار.
وأضاف “نحن هنا بسبب الكتاب المقدس، لأننا نعتقد أن الله أعطانا هذه الأرض ونريد أن يكون هذا المكان ملكا لليهود”.
ويرتبط اسم يتسهار بمواجهات مع السكان الفلسطينيين في مدينة نابلس المجاورة، ولكن أيضا بمواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية أحيانا.
وقال سوكوت “إنهم لا يريدوننا أن نكون هنا ونحن لا نريدهم أن يكونوا هنا، ولكن في الوقت نفسه كلنا هنا”.
وذكر أنه يؤيد خطة الضم، لكنه ضد إنشاء دولة فلسطينية.
وقال إن حديث ترامب عن الضم “كان مؤثرا للغاية”، لكن “دولة فلسطينية في أرض إسرائيل شيء لا يمكننا قبوله تحت أي ظرف من الظروف”.
وأضاف الوالد لأربع بنات “لن نقبل بأن تكون الدولة الفلسطينية عند سياجنا حيث طريق ابنتي لمدرستها”.
ثم استدرك بثقة “لا أعتقد أن هناك شخصًا واحدًا في العالم يعتقد أنه ستكون هناك دولة فلسطينية هنا في غضون يومين أو عامين”.
– شميل أطلس (51 عاما) في مستوطنة إفرات التي تضم علمانيين ومتدينين بالقرب من مدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية والتي أنشئت بموافقة الحكومة، يسكن حوالى 11000 من اليهود العلمانيين والمتدينين.
ويعمل أطلس في مجلس المستوطنة المحلي. أب لثلاثة أطفال. وقال إنه اشترى منزلاً من أربع غرف نوم في إفرات بسعر شقة استوديو في المدينة.
وقال “زوجتي وأنا نعمل في القدس، وكنا نبحث عن مكان قريب من المدينة، ما دفعنا للانتقال هنا”.
وتحدث أطلس عن القانون العسكري الذي يقع تحته سكان المستوطنات. “كمواطن إسرائيلي، لديّ حقوق أقلّ في مجال البناء. منزلي غير مسجل في السجل العقاري، وأنا مرتبط بالجيش وقوانين تعود الى العام 1967. إذا أردت بناء شرفة، الإدارة المدنية للجيش هي المخولة الموافقة أم لا”.
وتابع “نعيش هنا في حسن جوار مع الفلسطينيين، وأرغب في أن يحصل هذا التعايش في أماكن أخرى”.
واضاف “أعتقد اعتقادا راسخا أنه إذا تمكننا من الجلوس والتفاوض بشأن مستقبل مشترك، ستكون حياة أفضل لهم ولنا”، متابعا “لا أعرف ما إذا كنت أؤيد إنشاء دولة فلسطينية، لكنني أؤيد المفاوضات مع الفلسطينيين”.
– كارين سويسا (53 عاما)، مستوطنة كفار أدوميم بين القدس والخليل
فرنسية المولد، هاجرت إلى إسرائيل في عام 1992، وبعدها بعام انتقلت للعيش في المستوطنة في الضفة الغربية. “جئت الى هنا من أجل تربية أطفالي” في الطبيعة والاستفادة من “نوعية حياة”.
وقالت “لن تتغير الحياة هنا” في حال ضمّ المستوطنات، “لأن السكان من لون واحد. لا يوجد سكان عرب، فقط بعض العشائر البدوية”.
وعبّرت عن ارتياحها “لتطبيع وضعنا، لأننا نعيش هنا في يهودا والسامرة (الاسم اليهودي للضفة الغربية)، إنه مكان تاريخنا وهذا شيء جيد بحد ذاته، لكنه لن يساهم في تهدئة التوتر، ولا أرى كيف يمكن للضم أن يساعد على تقدم السلام”.
وقالت “أخشى أن نكون على عتبة سنوات جديدة من النزاع والدماء”، مضيفة “ترامب يريد ربما ان يفرض أشياء غير مقبولة بالنسبة للفلسطينيين، سيقولون لا، ويمكن لإسرائيل أن تأخذ كل شيء… وبعد ذلك، الى أين سيذهب الفلسطينيون؟ لن نلقي بهم في البحر. الوضع مأساوي بالنسبة الى الطرفين”.